ماذا يجري في الكواليس الديبلوماسية ؟ وهل صحيح ان ثمة مبادرة اقليمية – دولية ستتبلور في مطلع العام الجديد وذلك للدفع في اتجاه انتخاب رئيس جديد للجمهورية؟ من الواضح ان الضغط الاقليمي – الدولي قد بدأ بشكل او بآخر، والدليل على ذلك المواقف شبه اليومية الصادرة عن اعلى المراجع الديبلوماسية التي تحض على استعجال الانتخابات الرئاسية.
لكن المواقف حتى الان لا تزال اقوالا ، ولم تتحول الى افعال . لذلك من المقرر ان ينعقد في الاسبوع الاول من العام الجديد اجتماع في العاصمة الفرنسية يضم ممثلين عن اربعة اطراف معنية بالوضع اللبناني: السعودية وقطر وفرنسا والولايات المتحدة الاميركية.
ووفق المعلومات فان الاجتماع المذكور سيركز على وضع مواصفات معينة للرئيس العتيد، على ان يتم التواصل بعد ذلك مع دول اخرى معنية بالشأن اللبناني وفي طليعتها ايران . وقد تتولى المهمة هذه دولة قطر. فهل يتحول الحراك المذكور مبادرة تجنب لبنان الكأس المر لشغور رئاسي طويل.
امنيا، اسبوع كامل انقضى على الاعتداء على قوات اليونفيل في بلدة العاقبية، ولم يتم توقيف اي متهم. حزب الله لا يزال يرفض تسليم اي شخص يمكن ان يكون متهما بالاعتداء، كما تردد ان مسؤولا تابعا للحزب نقل احد المتهمين باطلاق النار الى قرية في البقاع الشمالي حيث توارى عن الانظار. فهل من يأمل بعد في التوصل الى معرفة حقيقة ما حصل؟
سياسيا، الخلاف يتعمق بين رئيس الحكومة ووزير الدفاع ومن خلفه التيار الوطني الحر بشأن مراسيم الترقيات ، وهو سيتمدد ليشمل وليد جنبلاط على خلفية عدم توقيع الوزيرسليم التمديد لرئيس الاركان في الجيش اللبناني.
حياتيا، الامور تتخذ منحى خطيرا. سعر صرف الدولار يحلق بلا حسيب ولا رقيب، واسعار المحروقات ترتفع. لكن الازمة الاخطر تتمثل في الدواء. فنقيب الصيادلة حذر من ان الارتفاع المضطرد والسريع للدولار سيؤدي الى توقف شبه كامل عن تسليم الادوية والحليب الى الصيدليات.
على رغم الصورة الرمادية، الحركة في مطار رفيق الحريري الدولي استثنائية بكل معنى الكلمة. الا يعني هذا ان الاعجوبة اللبنانية مستمرة رغم كل الصعوبات والعقبات والتحديات؟