ساعات قليلة ويولد المخلص في مغارة، حاملا بشرى الخلاص للبشرية جمعاء. لكن حتى الان خلاص لبنان لم يتبلور. فالازمات تتناسل، وما من جهة سياسية او مرجعية دستورية قادرة على المعالجة وايجاد الحلول. والاخطر من ذلك ان الفراغ او الشغور يتمدد. فالفراغ لا يقتصر، كما يعتقد البعض، على الرئاسة الاولى، بل يشمل في الواقع مجلس النواب ومجلس الوزراء. فالاول مهمته التشريعية غائبة في ظل عدم وجود رئيس للجمهورية. كما انه يغيّب نفسَه في عملية الانتخاب. هكذا فان البرلمان في لبنان تحول حاليا مجرد فولكلور لا دور له، سوى انتظار الحلول من الخارج، ليَبصم على الحل المقترح. اما مجلس الوزراء فهو غير قادر على الاجتماع بحكم الميثاقية والديمقراطية التوافقية وبحكم القانون والدستور.
ففي ظل الفراغ المثلث على صعيد رأس هرم السلطة، الا يبدو الخلاص الذي تـتنظره البشرية الليلة بعيداً عن لبنان واللبنانيين؟ في اليوميات السياسية اللقاء الذي انعقد ليل امس بين رئيس التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط ورئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل لا يزال يشغل الاوساط السياسية. المعلومات المختلفة تتقاطع على التأكيد ان البحث تطرق الى امرين اساسيين: رئاسة الجمهورية والتمديد للضباط. وفي الحالين والملفين ظلت مواقف الطرفين على حالها. ففي الشأن الرئاسي عرض كل طرف لموقفه، ولم يبد اي تغيير. كذلك الامر في ما يتعلق بالترقيات، اذ اكد باسيل ان موقفه لا يهدف الى عرقلة التمديد لرئيس الاركان المحسوب على جنبلاط، بل انطلاقا من موقف مبدئي بعدم التمديد لأي كان في ادارات الدولة والمؤسسات العامة.
والخلاصة اتفق الجانبان على مواصلة الحوار واستكماله، باعتبار ان لا امكان للخروج من مأزق الشغور الا بالحوار. على اي حال بدءا من اليوم دخل البلد في مدار عيدي الميلاد ورأس السنة. وبالتالي ما من جديد متوقع رئاسيا. فالى العام 2023 در.