كل عام وانتم بخير، ليلة رأس السنة كادت تمر على خير لولا الفضيحة المتمثلة باصابة طائرتين تابعتين لطيران الشرق الاوسط برصاص طائش عند منتصف الليل. الحادثة ذكرت اللبنانيين بحادثة مماثلة حصلت منذ اسابيع، عندما اصيبت ايضا طائرة تابعة لطيران الشرق الاوسط برصاصة طائشة اثناء هبوطها في مطار رفيق الحريري الدولي. فهل المطار المدني الوحيد في لبنان، مطار دولي، كما يدل اسمُه، ام هو حقل رماية كما تدل الرصاصات الطائشة السارحة فيه؟ واين الدولة والاجهزة المعنية لا تتحرك ولا تتخذ التدابير المناسبة؟ أم ان ارادة الدويلة تبقى اقوى من ارادة الدولة، لذلك لم يتجرأ اي مسؤول، ان يصرحَ بكلمة تُدين الحادثة وتشجبُها؟ انها صورة فاقعة عن ضعف الدولة وانهيار المؤسسات نغصت على اللبنانيين اليوم الاول من السنة الجديدة، وجعلتهم يتمنون لو ان السنة 2023 تشكل قطعاً بين مرحلة عنوانها الفشل والعجز والانهيار، وبين مرحلة اخرى ان يكون عنوانها: الدولة القوية القادرة… فكيف؟ ومتى؟
توازيا، برز اليوم موقفان: الاول للبطريرك الراعي طالب فيه السياسيين الذين يعرقلون التحقيق في جريمة تفجير المرفأ برفع ايديهم عن القضاء وبعدم تعطيل دوره. والارجح ان الصرخة التي اطلقها البطريرك لن تجد آذانا صاغية عند مسؤولين فعلوا المستحيل لمنع القضاء من ممارسة دوره، ولمنع المحقق العدلي من استكمال تحقيقاته.
الموقف الثاني سياسي عبّر عنه النائب ملحم رياشي الذي اعلن في حديث صحافي وجود خطة “ب” رئاسية يجري العمل عليها مع النائب ميشال معوض وبقية القوى الحليفة بالملف الرئاسي، ملمحا الى انه قد يجري الاعلان عنها في اواخر شهر كانون الثاني. فهل تبدأ بعد اسابيع الاعياد، مرحلة جديدة على الصعيد الرئاسي تتميز بالجدية، ام ان نواب الممانعة وبعض نواب التغيير سيواصلون عرض مسرحيتِهم الهزلية والسمجة في ساحة النجمة الى ما لا نهاية؟