IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار الـ”mtv” المسائية ليوم الإثنين في 02/01/2023

زيارة حزب الله الى بكركي كسرت الرتابة السياسية المسيطرة على  لبنان، وحققت أهدافاً عدة للحزب. فالزيارة ثبتت نظرية يحاول الحزب الترويج لها منذ فترة وهي انه منفتح على الحوار بالمطلق، وخصوصا في زمن  الاستحقاق الرئاسي. فكأنه يريد  الايحاء  ان اداءه اليوم مختلف تماما عما كان عليه في العام 2014عندما  اطلق نظرية: عون او لا احد. من جهة ثانية تمكن حزب الله، بالصورة التي قدمها في بكركي، ان يثبت لحليفه اللدود جبران باسيل، انه قادر مثله على كسر كل الحواجز والتحاور مع كل الاطراف والمرجعيات الدينية والوطنية.

هذا في الشكل. لكن في المضمون لا يمكن القول ان امرا اساسيا ما تحقق. فما صرّح به رئيس وفد حزب الله ابراهيم امين السيد من الصرح البطريركي يدل على ان الوفد لم يبحث مع البطريرك الراعي في المواضيع الجوهرية المطروحة وابرزها حياد لبنان والمؤتمر الدولي، كما ان الحديث لم يتطرق الى اسماء محددة في ما خص رئاسة الجمهورية. افلا يعني هذا كله ان زيارة وفد حزب الله بكركي هي مجرد حوار للحوار؟

ونظرية الحوار التي بشّر بها وفد حزب الله اسقطها رئيس الجمهورية الاسبق ميشال سليمان ومن بكركي بالذات. فرئيس المجلس السياسي لحزب الله رأى ان المطلوب هو حوار حقيقي وجدي بين الكتل النيابية للتفاهم على رئيس يمكن ان ينهض بلبنان. لكن سليمان، وبعد زيارته البطريرك الماروني، استشهد بما يقوله الراعي بالذات مؤكدا ان على النواب ان يواصلوا اجتماعاتهم الى ان يتفقوا على رئيس، وبالتالي فانه لا حوار من دون انتخاب. وهذا ما يثبت مرة جديدة، ان زيارة حزب الله وان كانت جيدة في الشكل، لكنها اعجز من ان تحقق خرقا حقيقيا في الملف الرئاسي طالما ان كل فريق لا يزال على موقفه.

في الاثناء الوضع الحكومي لا يزال يراوح مكانه في ظل تجاذب بين من  يريد ويسعى  لعقد جلسة لمجلس الوزراء، وبين من يرفض ذلك. توازيا، افادت معلومات صحافية بأن اجراءات تقديم الطعون بالمراسيم التي اصدرتها حكومة تصريف الاعمال ستبدأ غدا الثلثاء، امام مجلس شورى الدولة. فهل سينتقل الخلاف السياسي الى الملعب القضائي، ما يعني المزيد من التأزم في بدايات السنة الجديدة؟