IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار الـ”mtv” المسائية ليوم الأربعاء في 2023/01/11

ماذا يفعل نجيب ميقاتي؟ لماذا يريد ان يفجر الوضع  بل البلد؟ ولمصلحة من يتولى دورا بالغ السوء وطنيا وسياسيا؟ انها اسئلة واضحة وقاسية يفرضها اصرار رئيس حكومة تصريف الاعمال على عقد جلسة لمجلس الوزراء مهما كان الثمن ، وبطريقة  التحدي . ميقاتي قال انه لن يسأل من يمكن ان يحضر الجلسة او يتغيب عن حضورها بل سيعقدها . انها لهجة لا تنم عن روح مسؤولية ولا عن تصرف رجل دولة . فليس بالتحدي تدار البلاد . كما قال من جهة ثانية انه تشاور مع البعض في هذا الخصوص . فمن هؤلاء البعض؟ وهل التشاور مع نبيه بري يغني عن التشاور مع بقية القوى؟ فميقاتي يدرك تماما ان للموضوع بعدا ميثاقيا واضحا .  فلماذا يصر على تحدي التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية والبطريركية المارونية وقوى مسيحية مستقلة كثيرة ؟ الا يعلم ان البلد على كف عفريت وانه بحاجة الى اصحاب العقول الباردة والنيات الصافية  لا الى اصحاب الرؤوس الحامية والمخططات الهدامة الجهنمية؟
في هذه الاجواء الرمادية الملبدة غادر الرئيس حسين الحسيني الدنيا، ففقد لبنان ركنا من اركان الاعتدال والحكمة والوطنية. فاي فرق شاسع بين رجالات الامس ورجالات اليوم؟ ولم كان المسؤولون في زمن مضى يدركون المعنى الحقيقي للمسؤولية ويحرصون على  الوطن ، فيما مسؤولو آخر زمان، ومن ابرزهم نجيب ميقاتي،  يضربون عرض الحائط بكل الاصول  ، ويهددون عن سابق اصرار وتصميم السلم الاهلي ؟ وبسبب وفاة الرئيس الحسيني اجلت الجلسة الحادية عشرة لانتخاب رئيس الى الاسبوع المقبل، علما ان المشهد في الجلسة،  لو عقدت،  لم يكن ليختلف عن المشهد في الجلسات السابقة. حتى التيار الوطني الحر كان سيعود الى الورقة البيضاء لأن اجتماع الهيئة السياسية للتيار امس ظهر خلافات وانقسامات بين رئيس التيار جبران باسيل وبين عدد من نواب التكتل، ما ادى الى عدم التوافق على اسم يرشحه التيار لخوض معركة الرئاسة. انها صورة اخرى عن الشرذمة التي تحكم المعركة الرئاسية في لبنان. فاذا كانت بعض  التيارات والاحزاب منقسمة على نفسها ،  فكيف  يمكن الرهان على توافق  سياسي حول اسم واحد؟.