سعر الدولار يتصاعد ساعة بعد ساعة ، فيما جلسات انتخاب رئيس للجمهورية يتدنى الاهتمام بها يوما بعد يوم . العملة الخضراء تخطت للمرة الاولى في تاريخ لبنان سقف الخمسين الف ليرة ، في ظل غياب كلي لرئيس الحكومة ووزير المال عن تقديم اي تفسير او اتخاذ اي موقف .
فهل في لبنان رجال دولة يقودون السفينة حقا ويحاولون تلافي غرقها ، ام ان الوطن الصغير متروك لمصيره وقدره مع حكومة ادعت انها جاءت للانقاذ ، فاذا بها لا تمتهن الا التفقير والتفليس والتعتير؟
ومع القفزة غير المسبوقة للدولار ارتفعت اسعار المحروقات للمرة الثانية خلال اقل من ثمان واربعين ساعة. مع ذلك فان الوزراء المعنيين ورئيسهم لم يدلوا باي موقف او تصريح، ولم يتخذوا اي مبادرة لطمأنة المواطنين في الحد الادنى. وكما مجلس الوزراء كذلك مجلس النواب.
فالاخير اجتمع في جلسة فولكلورية باهتة وبائخة لم يكن فيها اي جديد. اذ تكرر المشهد عينه. فما ان انتهت الدورة الاولى حتى غادر نواب الممانعة القاعة ، متهربين ، كالعادة ، من اداء واجبهم الانتخابي ، بل حتى الوطني.
ولأن الوضع بهذا السوء فان التحركات الاحتجاجية كانت سيدة الساحة اليوم. اولا في مجلس النواب حيث اعتصم النائبان ملحم خلف ونجاة صليبا ،
وقد انضم اليهما عدد من النواب تضامنا. وغدا سيعرف ما اذا كانت الحركة الاحتجاجية للنائبين ستلقى صدى عند الكتل المعارضة الكبيرة كالقوات اللبنانية والتقدمي الاشتراكي والكتائب والاعتدال الوطني وتجدد وسواها، ام ان نواب التغيير سيبقون لوحدهم في تحركهم الاحتجاجي. علما ان اي موقف لم يصدر بعد عن الرئيس بري، كما لم يعرف كيف سيتصرف ” على الطويل” مع الاحتجاج داخل البرلمان.
ولكن صورة النواب في العتمة الليلة تعطي فكرة عن موقف بري. الاحتجاج النيابي تزامن مع احتجاجين خارجه على خلفية قضية تفجير المرفأ. التحرك الاول لاهالي ضحايا المرفأ،
والثاني لاهالي الموقوفين. ومساء بدأ الشارع يتحرك دعما للاعتصام النيابي داخل البرلمان. فهل يضغط الشارع خارج البرلمان كما يضغط بعض النواب داخله بحيث يغيرون قواعد اللعبة التي يريد بري وفريق الممانعة الحفاظ عليها حتى ورود كلمة السر من الخارج؟.