عندما تتكلم الارقام تسقط التوصيفات. فمن سوريا الى تركيا كارثة بكل معنى الكلمة. عدد القتلى تجاوز ثلاثة وعشرين الفا والجرحى ثلاثة وثمانين الفا، اما عدد المتضررين فيفوق الاربعة وعشرين مليون متضرر.
انها من اكبر الكوارث في القرن الحادي والعشرين والاعداد مرشحة للارتفاع، وخصوصا ان الامل في العثور على ناجين يتضاءل يوما بعد يوم، بعدما اصبحنا في اليوم الخامس على الزلزالين الكبيرين.
والنظرية المذكورة تنطبق على اللبنانيين المفقودين في تركيا الذين لم يتم العثور عليهم حتى الان. علما ان الاهالي في لبنان لم يفقدوا الامل، كذلك جميع اللبنانيين الذين يتابعون اخبار العثور على الناجين وانتشالهم من بين الانقاض. وقد سجلت اليوم عودة بعثة البحث والانقاذ اللبنانية الى تركيا، فيما البعثة اللبنانية في مدينة جبلة السورية تواصل اعمالها لليوم الرابع على التوالي.
واللافت ان السفيرة الاميركية التي التقت وزير الخارجية اللبنانية ثمنت موقف لبنان واهمية ايصال المساعدات الى المناطق المنكوبة والاشخاص المتضررين!
سياسيا، الملف الرئاسي في اجازة موقتة في انتظار بدء سفراء الدول الخمس التي اجتمعت في باريس جولة على المسؤولين اللبنانيين، وذلك لاطلاعهم على محصلة المشاورات والمباحثات التي اجريت.
وقد تأكد ان الدول الخمس المجتمعة قررت تكليف قطر التواصل مع الجانب الايراني في محاولة لتمرير الاستحقاق الرئاسي. وفي ضوء نتائج التواصل، سيتبلور اتجاه الوضع رئاسيا. لكن الطارىء اليوم يتمثل في تصاعد الحديث عن جلسة تشريعية لمجلس النواب، رغم انه تحول هيئة ناخبة.
وقد تردد ان رئيس التيار الوطني الحر سيوافق على المشاركة في الجلسة في حال تأمين مطالبه، وابرزها تلك المتعلقة بالتمديد لمديرين عامين تابعين له. الا يعني هذا ان كل نظريات باسيل عن حقوق المسيحيين تسقط لمجرد تأمين مصالحه؟ وبالتالي لماذا يقيم باسيل القيامة على اجتماع الحكومة ويرضى بعقد جلسة لمجلس النواب في ظل الشغور؟ مرة جديدة انها المحاصصة تتحكم في أداء جبران باسيل، رغم ادعاءاته الدائمة انه خارج المنظومة وان لا علاقة له بالفساد والفاسدين!.