لا صوت يعلو على صوت ارتفاع سعر صرف الدولار. فالعملة الخضراء جنّ جنونها اليوم في غياب أيّ جهة رسمية تسعى إلى ضبط الفلتان الحاصل. هكذا تخطى الدولار حاجز ال 74 ألف ليرة، وهو رقمٌ قياسيٌ في تاريخ العملة الوطنية. ومع أنّ الدولار عاد واستقر على عتبة السبعين ألف ليرة، وهو رقمٌ غير مسبوق أيضا، لكن لا شيء يؤكد أن استقرار الدولار “على السبعين” نهائي أو أنه مرحلةٌ قبل أن يعاود صعوده الجنونيّ من جديد، إذ إن ارتفاعه بهذا الشكل ليس بعيدا عن سلسلة استحقاقات مالية داهمة وخطرة، تتعاطى معها الحكومة الميقاتية بخفة غريبة. فالمصارف تواصل إضرابها، والكابيتال كونترول مجمدٌ في غرفة الإنتظار، فيما خطة الإصلاح الماليّ والإقتصاديّ تتخبط، بل هي ليست موجودة فعلا وقائمة على صعيد التنفيذ. والسؤال: ألا يشكل كلّ ما يحصل جزءا من مخطط هدفه إيصال لبنان إلى الفوضى الشاملة، على الصعيد الماليّ الإقتصاديّ على الأقل؟
معه حق الرئيس سعد الحريري: الله يعين لبنان. سياسيا، ذكرى الرئيس الشهيد رفيق الحريري استأثرت بالاهتمام، وخصوصا في ظل عودة الرئيس سعد الحريري الى لبنان. الملاحظ انه رغم كثرة الوفود السياسية والحزبية التي أمت بيت الوسط، فان الفريق المنظِم من تيار المستقبل كان حريصا على الا يصدر اي موقف سياسي من منزل الرئيس الحريري، في اشارة واضحة الى عدم رغبة الاخير في خوض غمار السياسة المحلية، حاليا على الاقل. وهو ما اعلنه الحريري شخصيا في دردشته مع الاعلاميين حين اكد انه لن يتحدث بالسياسة لانه علق عمله السياسي. على صعيد آخر، ، نبيه بري لا يزال يعمل لتمرير الجلسة الاشتراعية الاسبوع المقبل، بعدما فشل في تحقيق الامر هذا الاسبوع. وعلم ان اتصالات حثيثة تجرى تحت الطاولة لتغيير موقف جبران باسيل وحمله على المشاركة مع كتلة لبنان القوي في الجلسة . فهل تتغلب لغة المصالح عند باسيل على لغة المبادىء؟ بتعبير آخر: هل يبيع باسيل شعار حقوق المسيحيين للحصول على مكاسب معينة ، ومنها التمديد لعدد من المدراء العامين المحسوبين عليه، وربما حتى لتحقيق امور على الصعيد الرئاسي؟ في لبنان كل شيء وارد. وان الجلسة لناظرها قريبة. فلننتظر.