للحدث اليوم اسم واحد: غادة عون. فالمدعية العامة الاستئنافية لجبل لبنان حضرت اليوم بقوة في قصر العدل، ولم تغب عن السراي الكبير، كما شكلت مادة لمؤتمر صحافي عقده ثلاثة نواب في ساحة النجمة.
في العدلية أولا، وبعد انتظار طويل، قرر مدعي عام التمييز غسان عويدات أن يتخذ القرار الصعب: وقف الإجراءات التحقيقية لعون مع عدد من المصارف إلى حين البت بالقضايا المثارة بحقها. واتبع عويدات كتابه بتعميم إلى كل النيابات العامة في كل المحافظات طلب بموجبه الإمتناع عن طلب أي معلومة مصرفية لا تتعلق بالدعاوى العائدة لجرائم الفساد ومكافحة تبييض الأموال، ما يعني أن المدعي العام التمييزي أعاد التشديد على ضرورة تطبيق السرية المصرفية.
رئيس الحكومة تلقف كتاب عويدات وتعميمه بسرعة، واعتبرهما خطوة أساسية على صعيد معالجة الخلل القضائي. والواضح أن ما قام به عويدات اليوم سيريح ميقاتي في مفاوضاته مع المصارف، بحيث من المرجح أن تتجه المصارف الجمعة المقبل، إما إلى الإستمرار في تعليق الإضراب، أو حتى إلى رفعه نهائيا.
في ساحة النجمة المعركة مع غادة عون اكتسبت بعدا آخر، اذ طالب النواب مروان حمادة وجورج عقيص وزياد الحواط باعلان عدم اهلية عون. وقد تزامنت المعركة القضائية في ساحة النجمة، مع معركة برلمانية ابطالها نواب التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية والكتائب وعدد من النواب المستقلين ما ادى الى تطيير جلسة اللجان النيابية المشتركة. في ظل الفوضى العارمة قضائيا وسياسيا، كان لا بد للدولار ان يرتفع، اذ تجاوز الليلة ال 88 الف ليرة، من دون ان تبرز تدابير عملية يمكن ان توقف ارتفاعه الجنوني.
ومع تحليق الدولار حلقت اسعار المحروقات ، فيما اعلن وزير الاقتصاد امين سلام عن بدء التسعير بالدولار في السوبرماركت غدا. لكن الضربة القاضية الحقيقية جاءت عصرا ، مع اتخاذ رئاسة مجلس الوزراء قرارا قضى برفع سعر الدولار الجمركي من 15 الف ليرة الى 45 الف ليرة بدءا من الغد. الا يعني القرار المفاجىء والكارثي ان الحكومة الميقاتية قررت ان تقضي على من تبقى من اللبنانيين، وان تدخل البلد في دوامة جهنمية يصعب الخروج منها؟ … ايها اللبنانيون: اهلا بكم في جهنم!…