التسعير بالدولار بدأ في المحال الكبرى والسوبرماركت . الدولار الجمركي ارتفع دفعة واحدة من خمسة عشر الف ليرة الى خمسة واربعين الفا . الدولار العادي يسبح في فضاء التسعين الف ليرة وعينه على المئة الف . اما صفيحة البنزين فتجاوزت المليون وخمسمئة الف ليرة .
انها خلاصة سريعة لكل ما تردد على السنة الناس اليوم . فالوضع الاقتصادي – الاجتماعي الضاغط فرض نفسه وايقاعه وهمومه ، وسرق الاضواء من اليوم الاخير للواء عابس ابراهيم في المديرية العامة للامن العام . علما ان ابراهيم الذي تنقل اليوم من المبنى الجديد لدائرة امن عام بيروت في محلة الكرنتينا الى المركز الرئيسي للمديرية في بيروت ، وجه في الكلمتين اللتين القاهما رسائل سياسية واضحة ومركزة ، مختصرها ان لا مكان للتقاعد في مسيرة العسكريين وان لا احد يستطيع ان يغدر به ، وانه اذا اعطي ان يختار وزارة فانه مع ان يكون وزيرا للخارجية . فهل يعني هذا الكلام ان صفحة عباس ابراهيم ” العسكري ” طويت لتفتح صفحة عباس ابراهيم السياسي؟
رئاسيا، حراك كنسي وديبلوماسي لافت، لكن من دون ظهور اي نتائج ايجابية.. حتى الان على الاقل. فالمطران انطوان بو نجم زار رئيس القوات اللبنانية سمير جعجع ورئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل موفدا من البطريرك الراعي، وذلك للمرة الثانية على التوالي. ومن الطبيعي ان يكون الموضوع الرئاسي على رأس جدول اعمال الاجتماعين. في المقابل استكملت السفيرة الاميركية جولتها فزارت رئيس حزب الكتائب سامي الجميل، وتناول البحث الشغور الرئاسي.
التحركان، على اهميتهما، لا يعنيان ان ثغرة فتحت في الجدار الرئاسي المسدود. ذاك ان الاستحقاق محكوم، حتى اشعارآخر بلاءين. اللا الاولى من قوى الممانعة التي تقول بصريح العبارة: لا للانتخاب، واللا الثانية من قوى المعارضة التي تعلن كل يوم: لا للحوار قبل انتخاب رئيس. فهل بلاءين يمكن اجراء الاستحقاق الدستوري الاهم لتنطلق مسيرة الوطن من جديد؟.