الفوضى السياسية والإقتصادية والمالية تنتقل بكل سلبياتها المدمرة إلى التعليم الرسمي. فأساتذة المدارس الرسمية سينقسمون غدا ثلاثة أقسام. المتعاقدون الثانويون سيعاودون التدريس وهم طلبوا من المديرين فتح المدارس بمن حضر. أما لجنة الأقضية لأساتذة ملاك التعليم الثانوي فدعت الأساتذة إلى الحضور في الثانويات غدا من أجل التوقيع، مع الإمتناع عن التدريس كليا. من جهة ثالثة أعلنت لجنة متعاقدي التعليم الأساسي أنها ستنفذ غدا اعتصاما أمام وزارة التربية، واتهمت وزير التربية بأنه قدم لمديري المدارس خمسين دولارا كرشوة من أجل إعادة فتح المدارس. إذا المدارس الرسمية لن تفتح أبوابها بشكل كامل ومنتظم غدا، بل بمن حضر، ما يعني أن الفوضى المدمرة إنتقلت إلى التعليم الرسمي، بعدما ضربت تباعا مختلف إدارات الدولة ومرافقها. وما يحصل على صعيد التعليم الرسمي غير مستغرب في دولة تتحلل شيئا فشيئا أمام أعين المسؤولين، فيما هؤلاء منشغلون كالعادة بتقاسم السلطة والنفوذ والمنافع لا أكثر ولا أقل. وهو ما أشار إليه المطران الياس عودة في عظة الأحد، إذ اعتبر أن المسؤولين في لبنان يرفعون شعارات ويعملون عكسها ويدعون العفة والإهتمام بشؤون الناس، فيما هم في الحقيقة يطبقون على ما تبقى من أموال الناس وأنفاسهم!
أمنيا، حادث لافت في الجنوب تمثل في اقدام دورية اسرائيلية على التوغل داخل الخط الازرق في منطقة عيتا الشعب، ما ادى الى تدخل دورية من الجيش اللبناني ارغمت الاسرائيليين على التراجع. الحادث خلق توترا ميدانيا في منطقة الخرق، عملت قوات اليونيفيل على الحد منه.
سياسيا، الوضع الرئاسي على حاله. والمناورة التي قام بها الرئيس نبيه بري من خلال تصريحين صحافيين ادلى بهما فقدت سريعا مفاعيلها. اذ هو اعلن عن ترشيح سليمان فرنجية، واوحى ان قوى الممانعة قادرة على حسم الموقف لمصلحة فرنجية من خلال تأمين خمسة وستين صوتا له. لكن البوانتاجات المختلفة تنفي الامر. وآخرها بوانتاج اجرته “ال ام تي في” اليوم ، ويعرض في النشرة. ويبين البوانتاج ان فرنجية لا يمكنه ان ينال اكثر من خمسة واربعين صوتا، اي انه لا يزال في حاجة الى عشرين صوتا لتأمين فوزه. الرقم يثبت ان لا حظوظ لفرنجية في الوصول الى بعبدا، الا في حال وجود كلمة سر اقليمية- دولية تسهل وصوله، وهو امر مستبعد. وفي الاطار الرئاسي ثمة ترقب للكلمة التي يلقيها السيد حسن نصر الله في يوم الجريح. فهل يحذو حذو بري ويرشح سليمان فرنجية علنا ورسميا، أم ان الامين العام لحزب الله سيكون اكثر حذرا من رئيس حركة أمل؟