ماذا اراد ثنائي امل – حزب الله من ترشيحه سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية ؟ هل اراد حقا اعطاء المعركة الرئاسية لرئيس تيار المردة دفعا ايجابيا ، ام تقديم الترشيح كورقة مقايضة مع الجهات الاقليمية والدولية ؟ في الشكل اولا، الطريقة التي أعلن بها الترشيح لم تخدم فرنجية . اذ لم يعلن الأخير ترشحه شخصيا ، بل رشحه نبيه بري ثم حسن نصر الله ، ما حوله مرشح مواجهة . أما في الأساس فلا شيء يدل على ان الثنائي مصر على خياره… آخر دليل الموقف الذي عبر عنه نائب الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم في تغريدة حيث كتب: “طريقان لا ثالث لهما . فاما طرح الكتل لاسماء المرشحين لديها للرئاسة والحوار في ما بينها لتأمين الترجيح لأحدهم ، واما التمترس حول خياراتها وعدم انجاز الاستحقاق الى اجل غير مسمى” . التغريدة تعني بوضوح ان حزب الله يعرف انه غير قادر على حسم العملية الانتخابية لمصلحة فرنجية ، لذلك يريد الحوار ويطلبه ويستدرج الاطراف المعنية اليه ، لكن الاطراف المذكورة … لا تستجيب !
في الاثناء المواقف غير المؤيدة لانتخاب فرنجية تتواصل. والموقف الابرز اليوم جاء من كتلة الاعتدال الوطني التي زارت مفتي الجمهورية، وقد اعلن باسمها النائب وليد البعريني انها لن تكون مع طرف ضد آخر، اي انها ترفض مرشح التحدي والمواجهة.
بالتوازي، اعلن النائب نبيل بدر انه لن ينتخب سليمان فرنجية لأنه يعتبره مرشح تحد. لكن الموقف الابرز جاء من النائب سجيع عطية الذي قال ان كتلة الاعتدال تسير باسم فرنجية في حال لم يكن هناك فيتو سعودي عليه.علما ان الفيتو السعودي يتثبت يوما بعد يوم. فبعد موقف السفير البخاري ، جاءت مقالة صحيفة عكاظ لتثبت ان الطريق ليست معبدة سعوديا امام فرنجية، وخصوصا بعدما تحول مرشح طرف ، ولم يتمكن من ان يبقى مرشحا توافقيا توفيقيا. كلها معطيات تقلص من حظوظ فرنجية، وتعيد المعركة الرئاسية الى النقطة الصفر، وتثبت ان عملية عض الاصابع بين الاطراف المحلية والاقليمية والدولية المعنية بالشأن الرئاسي مستمرة حتى اشعار آخر. فمن سيقول آخ أولا؟.