قصر العدل في بيروت محور الحدث . الاستنفار كان على أشده لمواكبة بدء استماع وفد المحققين الاوربيين الى حاكم مصرف لبنان رياض سلامة . لكن الذين انتظروا سلامة خاب املهم .
فالرجل لم يأت ، كما كان متوقعا ، بعدما تقدم بمذكرة توضيحية معتبرا ان استدعاءه انتهاك للسيادة اللبنانية . لكن المذكرة رفضت من المرجع المعني ، فرحلت جلسة الاستماع الى الغد . فهل سيحضر سلامة غدا ؟ أم ان في جعبة الدفاع عنه اسلحة قانونية اخرى يستعملها لعدم المثول امام المحققين الاوروبيين ؟ الاجابة مؤجلة الى الغد . في الاثناء ، الدولة اللبنانية ، ممثلة بهيئة القضايا في وزارة العدل رفعت ادعاء شخصيا بحق رياض سلامة وشقيقه وماريان الحويك . فالى اين يمكن ان يصل الوضع المالي في دولة تدعي على حاكم المصرف المركزي فيها؟
الاجابة سهلة. فالدولار يواصل تحليقه ، وقد وصل الى حوالى 100 وثلاثة الاف ليرة للدولار الواحد. وما من مؤشر يدل على ان عملية التحليق ستتوقف، طالما ان الحكومة مستقيلة من مسؤولياتها، وطالما ان المسؤولين، من كبيرهم الى صغيرهم، غائبون عن الوعي. رئاسيا، هدوء ظاهر، سيكسره غدا اجتماع موسع للمعارضة لتقرير الخطوات المقبلة. يتزامن الاجتماع مع زيارات علنية تحمل اهمية في هذه المرحلة، ابرزها لرئيس الحزب التقدمي الاشتراكي الى الكويت ولرئيس الحكومة الى الفاتيكان، وفي مرحلة تالية لرئيس مجلس النواب الى السعودية. وتترافق الاتصالات والزيارات مع مساع تبذل لتظهير صورة الرئيس التوافقي، الذي سيكون ثمرة التقارب السعودي – الايراني. فهل يعني هذا ان العد العكسي للاستحقاق الرئاسي بدأ، وانه سيكون للبنان رئيس قبل الصيف المقبل؟.