في المنطقة حدثان لافتان وغير مسبوقين.. وفي لبنان تفاصيل عادية ومراوحة قاتلة!! الرئيس السوري بشار الاسد وصل الى الامارات في زيارة هي الثانية له منذ اندلاع الثورة في بلاده. لكن الجديد فيها ان الاسد، وبعكس المرة الاولى، استقبل بشكل رسمي وكرئيس دولة وليس كما حصل في زيارته الاولى قبل سنة تقريبا. الجديد الثاني ان الاسد لم يأت لوحده، بل برفقة زوجته التي تخرج من سوريا للمرة الاولى منذ بدء الثورة في سوريا في العام 2011. اهمية الزيارة الاماراتية الرسمية للاسد انها تأتي في ظل كلام متنام عن مسعى عربي لاعادته الى الحضن العربي، في ظل شروط تحدثت عنها صحيفة “وول ستريت جورنال” الاميركية، اذ كشفت ان الدول العربية عرضت على سوريا مساعدات بمليارات الدولارات لاعادة اعمارها ورفع العقوبات الاوروبية والاميركية المفروضة عليها مقابل تعاونها مع المعارضة السياسية ومنع تمدد النفوذ الايراني في سوريا. فهل يقبل الاسد بالشروط العربية ويعود الى الحضن العربي؟ ام انه يناور ويربح الوقت لتجاوز الضغط الذي يمارس عليه وعلى ايران؟
توازيا، الجمهورية الاسلامية في ايران تلقت دعوة غير متوقعة من المملكة العربية السعودية . فبعد أقل من عشرة ايام على اعلان الاتفاق السعودي – الايراني في الصين، كشف المساعد السياسي للرئيس الايراني ابراهيم رئيسي أن الاخير تلقى دعوة من العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز لزيارة الرياض، وأن رئيسي رحب بالدعوة واكد استعداده لتعزيز التعاون الاقليمي والاقتصادي بين البلدين. فهل ستحصل الزيارة فعلا، ام انها تندرج في اطار اعلان حسن النيات بعد الاتفاق السعودي – الايراني؟ وفي حال حصولها ما هي تداعياتها على الواقع الاقليمي عموما ، وعلى الوضع اللبناني خصوصا؟ الاجابة للايام والاسابيع المقبلة. لكن الاكيد أن ما يحصل في المنطقة غير عادي ، فهي مقبلة على مرحلة جديدة عنوانها الابرز : التهدئة، الا اذا طرأ ما يعقد المسار من جديد. فهل يتلقف السياسيون اللبنانيون الغارقون في حساباتهم الصغيرة الدينامية الجديدة في المنطقة، وهل يستغلونها لانتخاب رئيس جديد للجمهورية يسعى فعلا لا قولا الى اخراج لبنان من نار جهنم؟