” تخنتها ” يا نجيب . في الأساس ما كنا نريد أن نتحدث عنك او أن نأتي على سيرتك . فالبلد والناس في مكان آخر . البلد ينهار ، والناس لا هم لهم الا الدولار ، والسبب: سياستك الاقتصادية غير المدروسة والعشوائية التي اوصلت البلاد والعباد الى الارتطام الكبير. لكنك يا نجيب شخص مستفز . تستفز الناس ليتحدثوا عنك وعن “مآثرك” و”أفضالك”. وآخر مآثرك انه فيما الدولار لامس سقف ال 140 الف ليرة كنت منشغلا في السراي باحتفال فولكلوري سخيف عن الفرنكوفونية. عفوا: فولكلوري وسخيف بالنسبة الى جميع اللبنانيين ، لكن ليس بالنسبة اليك . فأنت تحاول ما امكن ان تبيض صفحتك مع فرنسا ، أمك الحنون ، علها تأتي بك من جديد رئيسا للحكومة . لذلك تطبل وتزمر للفرنكوفونية عل صدى تطبيلك وتزميرك يتردد في باريس واروقة الاليزيه فتأتي على صهوة حصان ابيض الى السراي الكبير . لكن عن اي حصان ابيض تبحث يا نجيب ، وانت سرقت البياض من حياة جميع اللبنانيين ، وحولت حياتهم صفحة سوداء بفضل ممارساتك وتحايلك على القانون ، بل بفضل صفقاتك الفضائحية التي لا تنتهي ، وآخرها فضيحة تلزيم ” الترمينال” الثاني لمطار رفيق الحريري بلا تلزيم !! فمن لزمك حاضرنا ومستقبلنا ومقدرات بلدنا يا نجيب؟
لكن كل ما ارتكبه نجيب ميقاتي طوال ثلاثين سنة في كفة، وما فعله أمس في كفة أخرى. اذ، هل تصدقون ان رئيس حكومة الانقاذ، وبالشراكة مع وزير الاشغال علي حمية ، لزما ال terminal الثاني لمطار بيروت من دون اجراء اي مناقصة؟ هل من يصدق ان ميقاتي “باع” مطارا ثانيا يبلغ نصف حجم مطار رفيق الحريري الدولي ب 122 مليون دولار ولمدة خمس وعشرين سنة، ولم يكلف نفسه اجراء استدراج عروض ، ومن دون ان يظهر للفضيحة الموصوفة اي اثر في الجريدة الرسمية؟
هكذا وبشحطة قلم قرر ميقاتي ان يمحو قانون الشراء العام من الوجود ، كذلك قانون الشراكة، كأن المطار ملك له وقرر توريثه الى من يشاء. صحيح ان المال السائب يعلم الناس الحرام كما يقول المثل ، لكن المثل يقول ايضا: مش كل مرة بتسلم الجرة. فترو يا نجيب وتمهل ، ولا تكمل فضيحتك الجديدة. تراجع عما قمت به ، واعلن انك مخطىء وخاطىء بحق لبنان واللبنانيين. عد الى ضميرك والى القانون، و عد الى روح الشريعة لا الى شريعة الغاب التي تؤمن بها، واوقف عملية تلزيم المطار بلا تلزيم. فالناس الجائعون لن يسكتوا. والناس الذين يعانون يوميا جراء سياساتك الفاسدة والفاشلة لن يسكتوا . وكيف يسكتون وهم يصرخون بصوت واحد: الن تشبع يوما ما من التهام لحم اكتافنا يا نجيب؟.