جلسة فولكلورية بامتياز، وبلا نتيجة للّجان المشتركة في مجلس النواب ! فالبرلمان العاجزُ عن الإنعقاد لإنتخاب رئيس، قرّر فجأة أن يتحرك وفق مبدأ : أنا هنا. عددٌ كبيرٌ من النواب حضروا، لكنَّ حضورَهم لم يُحقّق أيَّ فرق. فتقاذف المسؤوليّةِ بين الحكومةِ ومجلسِ النواب كان سيّدَ الموقف، والنوابُ الذين طرحوا أسئلةً لم يتلقّوا أيَّ جوابٍ شافٍ لا من الحكومة ولا من مصرف لبنان.
هكذا انتهت الجلسةُ كما بدأت: كلامٌ بكلام، و”تيتي تيتي متل ما رحتي جيتي”. في الخارج لم يكن المشهدُ أفضل. ففي ساحة رياض الصلح إعتصم عسكريون متقاعدون ومحتجون على تردّي الأوضاع المعيشيّة، وقد حصلت مواجهةٌ بينهم وبين القوى الامنية، حتى قبل أن يحاول بعضُهم اقتحامَ السراي الكبير. فما هذه السلطةُ التي لا تنتصر لكرامتها وهيبتِها إلا أمام رجال أفنوا عُمرَهم من أجلها؟ وما هذه السلطةُ التي لا تتمرجل إلا على من سرَقت عمرَهم ثم جنى عمرِهم، وجعلت آخِرَتَهم محكومةً بالعوز والحاجةِ والذُل؟
رئاسيا، انتظار وترقب، والحراك الداخلي لم يواكب حتى الان التغيرات الاقليمية الناتجة من الاتفاق السعودي- الايراني. في السياق، كشفت مصادر مطلعة ان الاجتماع السعودي – الفرنسي الاخير في باريس أكد ان لفرنسا اجندة خاصة في لبنان، تختلف عن رؤية الاعضاء الاخرين في مجموعة الدول الخمس. فباريس تسعى الى تسوية ب “التي هي احسن” ويهمها ارضاء حزب الله، فيما السعودية والدول الاخرى تريد تسوية حقيقية وبالعمق تؤدي الى اعادة بناء الدولة والى مصالحة لبنان مع محيطه العربي ومع المجتمع الدولي. والتناقض في الرؤية بين باريس والرياض هو ما ادى الى ارتطام اجتماع باريس بالحائط المسدود. على صعيد آخر، ترددات فضيحة المطار التي كشفتها ال “ام تي في” امس لا تزال تتفاعل. واللافت ان ميقاتي حاول، كالعادة، التنصل من مسؤوليته ، واضعا الامر في خانة وزير الاشغال. وقد تناسى ميقاتي انه مسؤول عن كل اعمال الوزارات، ولا سيما انه تبنى توسعة المطار من خلال احتفال تهليلي في السراي الحكومي. فهل ميقاتي رئيس حكومة للاحتفالات والتهليل فقط؟ لا. انه المسؤول الاول عن فضيحة تخطي القوانين وتهريب توسعة المطار من دون استدراج عروض، وغير مستغرب ان يكون هو وراءها! فجسمه “لبّيس” وتاريخه حافل!