إلى الرئيسين نبيه بري ونجيب ميقاتي: عذراً … فال “أم تي في” لن تلتزم قرارَكما الإعتباطيّ الخاص بتعليق العملِ بالتوقيت الصيفيّ. فقرارُكُما غيرُ قانوني وغيرُ منطقيّ وغيرُ علميّ، ويُخرج لبنان نهائياً من التوقيت العالميّ. هو غيرُ قانوني لأنَّ القرار المتعلق بتقديم التوقيت المحليّ ساعةً واحدة يحمل الرقم 5 ويعود تاريخُه إلى 20 آب 1998 وبالتالي فإنَ تعديل قرارِ مجلس الوزراء يجب أن يتمّ بقرار معاكسٍ في مجلس الوزراء، وليس بدردشة بينكما. فنحن، في المبدأ، يا حضرة الرئيسَين، ما زلنا نؤمن أننا في دولة قوانين لا في دولة “مرحبا يا خال”، كما تؤمنان انتما على ما يبدو !! ثم كيف يحقُّ لكما أن تضربا عُرض الحائط بالتزامات لبنانَ الدولية ؟ ألا تعرفان أنَّ التنصل من الإلتزامات الدولية بالنسبة الى التوقيت يجب أن يتم قبل سنة، وليس قبل ثلاثة ايام كما فعلتما؟ لذلك، عذراً مرّةً جديدة. فنحن ومعنا وسائلُ إعلامٍ أخرى ومؤسساتٌ اقتصاديةٌ وطبيةٌ وتربويةٌ ومرجعياتٌ دينية لن نلتزم، لأننا لن نقبل أن تُخرجا لبنان من التوقيت العالميّ تماماً كما أخرجتما لبنان من المجتمع الدولي ! فتراجعا عن خطأِكما إذا كان غيرَ مقصود، لأنَّ التراجع عن الخطأ فضيلة، إلا إذا كان هدفُكما المبيّتُ ومخططكُما المُضَمر هو عزلُ لبنان نهائياً عن العالم!
أما الى جمهور ال “ام تي في” والى اللبنانيين جميعا فنقول لهم: اتركوا هواتفكم الخلوية و كومبيوتراتكم على ال automatic settings، اذ علينا ان نمشي مع العالم الى الامام لا ان نعود الى الوراء، وتذكروا ان بعض المسؤولين، كنبيه بري ونجيب ميقاتي، يحاولون اخراجكم من التاريخ ومن الزمن! لكن الحقيقة ان بري لا يتحمل المسؤولية كميقاتي. فبري طلب بل امر رئيس الحكومة ان ينفذ ما يريد، فرضخ الاخير صاغراً وفق مبدأ: “أمرك سيدي” . فهل ميقاتي رئيس حكومة لبنان، ام منفذ اوامر وطلبات عند نبيه بري؟ ومن نصب بري يا ترى رئيسا للبنان ؟ والا يدرك ميقاتي انه رئيس السلطة التنفيذية وان بري رئيس السلطة التشريعية ، وبالتالي لا يحق للاخير ان يشارك في القرار؟ والاهم الى اين اوصل قرار ميقاتي المتسرع والمتهور البلد ؟ اليس الى تقسيم الناس والى اعادة اطلاق الروح الطائفية من جديد؟ فقراره الاداري البحت ، كما وصفه في بيانه قبل قليل ، هو من اعاد اطلاق الروح الطائفية البغيضة. فيا سيد ميقاتي، كن سيد نفسك ولو لمرة واحدة، وكن رجل دولة لا رجل نكايات وصفقات وتركيبات وقرارات همايونية عشوائية. مارس صلاحياتك بدلا من ان تركض لاهثاً وراء المال ووراء الفضائح وآخرها فضيحة المطار. وتذكر، انه ليس بالتسرع والسطحية والسخافة والفساد يُحكم لبنان؟