في اللجان المشتركة اليوم إشكالان ، البطلان فيهما مطلوبان للعدالة! اسم البطل الاول: غازي زعيتر الذي دخل في سجال مع النائب ملحم خلف فقال عن أحد النواب: “شوهالبضاعة”، ثم توجه إلى خلف قائلا “متل صباطي”. اسم البطل الثاني: علي حسن خليل، وهو توجه إلى النائب سامي الجميل فاتهمه بأنه مجرم ووالده مجرم وعائلته كلها مجرمة. التصرفان غير المسبوقين يؤشران إلى أي مستوى انحدر العمل البرلماني، وكيف أن بعض ممثلي الأمة نقلوا روح الميليشيات إلى داخل مجلس النواب. كما يدل كيف أن نواب حركة أمل الذين تلقوا انتكاسة مع رئيسهم نتيجة تراجع ميقاتي عن توقيت الساعة، يحاولون فش خلقهم بالنواب المعارضين لهم. فهل تحول البرلمان بفضل غازي زعيتر وعلي حسن خليل من ساحة للنقاش الهادىء والموضوعي إلى ساحة لإطلاق الإتهامات والكلام البذيء؟ الإجابة برسم الرئيس نبيه بري المؤتمن على حسن سير عمل المجلس. فهل سيتخذ تدبيرا ما، أم انه سيدفن رأسه في الرمال متبعا مقولة: أنصر نوابك ظالمين كانوا أم مظلومين؟ بعد كل هذا العرض هل من يتعجب إذا قال النائب أسعد درغام “انو بيستحي” لأنه ينتمي لهكذا مجلس?
ان ما حصل اليوم في مجلس النواب أكد من جديد ان اللجان مقبرة المشاريع. فالنواب اجتمعوا لاقرار ثمانية قوانين مبدئيا ، وخرجوا من دون ان يقروا لو قانونا واحدا عمليا . انها دولة المؤسسات التي تتخبط، بل التي تنازع قبل ان تلفظ انفاسها الاخيرة . مقابل المراوحة والفشل، الاستهتار بالقوانين مستمر . فبعد تسعة ايام كاملة على اعلان الرئيس نجيب ميقاتي والوزير علي حمية صفقة المطار، التي اقرت بالتراضي وبغفلة عن الجميع، لم يصل الى هيئة الشراء العام اي مستند يتعلق بالعقد. كأن العقد هو سر الاسرار وليس مسموحا لأحد ان يطلع على تفاصيله او على ما ورد فيه. مرة جديدة، انه التهرب من العدالة، والتهرب من الحقيقة. فهل الوزارات هي مؤسسات تلتزم الشفافية ام انها مغارة علي بابا؟ وهل الوزراء مسؤولون عن حماية المال العام، ام انهم مسؤولون عن هدره بالف طريقة وطريقة، و”على السكيت” ؟ سؤالان برسم وزارة الاشغال العامة ووزيرها. فهل يستجيب علي حمية ولو رغما عنه، ام يواصل انتهاك القوانين وعلى عيونكم أيها اللبنانيون؟