” الانتخابات البلدية طارت بس بعد ما علت كتير ، ويمكن ترجع تغط .” هذا ما قاله نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب لل “ام تي في”، وهو يختصر الى حد كبير وضع الانتخابات البلدية . فقبل حوالى خمس عشرة ساعة من انعقاد الجلسة المشتركة للجان النيابية ، احتمالات اجراء الانتخابات البلدية من عدم اجرائها تبدو “فيفتي فيفتي” . فثمة من يؤكد ان الانتخابات ستجرى ، لأن هناك ضغوطا دولية كبيرة تمارس على السلطات اللبنانية لاجراء الاستحقاق الديمقراطي في موعده ، ولعدم تأجيله مرة ثانية . في المقابل، ثمة من يؤكد ان السلطة اللبنانية نجحت في تفخيخ الاستحقاق عبر تأجيل البحث في تمويله وتفاصيله الى الايام الاخيرة . فأي منطقين سينتصر في النهاية : منطق المؤسسات والدولة ، ام منطق العصابات واللادولة ؟ الاجابة النهائية برسم نواب الامة غدا ، فاما ان يكونوا على قدر المهمة التاريخية الملقاة على عاتقهم ، واما ان يثبتوا مرة جديدة انهم مجموعة عاجزين وفاشلين ، وان الديمقراطية بالنسبة اليهم مجرد شعارات تردد ببغائيا ، ولا قيمة لها عندهم في الحقيقة والواقع.
رئاسيا، جمود وعجز داخليان يقابلهما انتظار و ترقب للتطورات الاقليمية المتسارعة. فالفرقاء السياسيون المحليون تعايشوا على ما يبدو مع فكرة عجزهم عن انتخاب رئيس ، لذا فان الاتصالات الجدية بشأن الرئاسة الاولى شبه غائبة، مع انتظار للاجتماع الجديد للخماسي الدولي ، الذي يرجح ان ينعقد قبل القمة العربية في التاسع عشر من ايار. توازيا، التطورات الاقليمية تفرض نفسها. فمجلس التعاون الخليجي دعا الى اجتماع للبحث في امكان عودة سوريا الى جامعة البدول العربية. والارجح ان العودة ستتم، ما يساهم في فتح صفحة جديدة على صعيد العلاقات العربية- العربية . والوضع اليمني شهد ايضا تطورا كبيرا في الساعات القليلة الماضية تمثل في زيارة وفد سعودي وعماني صنعاء حيث عقد اجتماعات واجرى محادثات. كل هذه التطورات الاقليمية غير المسبوقة تشي ان المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة، وان نظاما اقليميا جديدا في طور التكون. واللافت ان لبنان غائب عن الوعي تماما لأنه يعيش حالة ردة الفعل لا الفعل. وهل يمكنه ان يكون غير ذلك في ظل طبقة سياسية فاشلة وعاجزة ومرتهنة وفاسدة؟.