فصح مجيد لجميع اللبنانيّين والمسيحيّين، وخصوصاً لأبناء الطوائفِ المسيحيّة التي تتبّع التقويمَ الشرقي. وفيما العالمُ يحتفل بالعيد، الحرب الدمويّةُ تواصلت في السودان لليوم الثاني على التوالي. فالمعارك بين الجيشِ السوداني وقواتِ الدعم السريع مستمرة، إن في العاصمة الخرطوم أو في عدد من المدن والمناطقِ الأخرى، لا سيما منها التي تحوي قواعدَ عسكرية. الجيش أعلن أنه لا تفاوضَ ولا حوارَ قبل حلِّ وتفتيتِ قواتِ الدعمِ السريع التي وصفها بالميليشيا المتمرّدة. في المقابل، وصف قائدُ قواتِ الدعم السريع قائدَ الجيش بأنه كاذبٌ ومجرم، وأكد أنَّ قواتِه ستواصل القتالَ حتى تسليم قائدِ الجيش إلى العدالة.
إذاً الحربُ مفتوحةٌ وطويلةُ الأمد إلا إذا حسمها الميدان. وخصوصاً أن المساعي الديبلوماسية لا تزال خجولةً وبلا فاعلية . أفلا يعني هذا أنّ السودان ينزلق شيئاً فشيئاً إلى حرب أهلية مفتوحة لا يدري أحدٌ متى وكيف تنتهي؟
محليا، رَغمَ عطلةِ الفصح، فان الانظارَ موجهةٌ الى يوم الثلثاء. ففيه ينعقدُ مجلس النواب في جلسةٍ، بل في مسرحيةٍ عُنوانها تشريعُ الضرورة، وغايتُها تأجيلُ الانتخاباتِ البلدية والاختيارية ، لمدةِ سنة على الارجح. ووَفقَ البوانتاجات المختلفة فان اركان المنظومة نجحوا في استنفارِ قِواهِم المبعثرة ، وسيُؤَمِّنون النصاب الضروري لجلسةٍ هدفُها ابعاد كأس الانتخابات المرة عن احزابهم وتياراتهم.
فما هذه الطبقة السياسية الحاكمة التي لا تجتمعُ الا على خراب والبلد وتدمير المؤسسات؟ وما هذا البرلمان الفاشل والعاجز والمتآمر؟ فمنذً خمسةِ اشهرٍ ونصف الشهر ونوابُ الامة لا يجتمعون لانتخاب رئيسٍ للجمهورية، وها هم يجتمعون فجأةً لمنع انتخابِ رؤساء البلديات والمخاتير! فليوقِف نوابُ الامة استخفافَهم بعقولنا واكاذيبَهم علينا. فأيُهما اهم: تشريعُ الضرورة الذي يؤدي الى تأجيل الانتخابات البلدية، ام انتخابُ الضرورة، الذي يأتي برئيسٍ جديد للجمهورية ؟ قديما قيل: الكِذبُ ملحُ الرجال، اما اليوم فصار الكِذبُ، للاسف، ملحَ النواب!!