IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار الـ “mtv” المسائية ليوم الثلاثاء في 8/5/2018

بكل اسف في لبنان التاريخ يعيد نفسه، ففي السابع من ايار 2018 عادت عقارب الوطن 10 اعوام الى الوراء واستعيد مشهد السابع من ايار 2008 وان بصورة مخففة، فقبل 10 سنوات تماما غزى حزب الله بيروت بالقوة والسلاح وليل امس تجددت الغزو لكن بالدراجات النارية والاعلام والتهديدات التي اطلقت الشتائم التي وجهت في اكثر من منطقة واكثر من شارع، انها استباحة كاملة لمناطق معينة من بيروت وتحد سافر ومباشر لمشاعر ابناء طوائف اخرى، فهل بهذا المنطق يريد حزب الله ان يبدأ مرحلة سياسية جديدة هي مرحلة ما بعد الانتخابات؟ واذا كان حزب الله لا يؤمن الا بالسلاح واستعراضات القوة فلماذا خاض الانتخابات الديمقراطية وانتظم في المؤسسات الدستورية؟ ان الجمع بين منطق الدولة والمؤسسات ومنطق المجموعات العسكرية الفوضوية لا يجوز، فهل لدى الحزب جرأة اتخاذ القرار ويعرف في اي موضع وموقع يريد ان يكون؟

ان ما حصل لا يمكن ان يكون عفويا وهو مبرمج ومعد سلفا فالجميع يعرف ان لا قدرة لاي مجموعة ان تأتي من الضاحية بهذا الشكل الاستعراضي من دون موافقة مسبقة من الحزب، والسؤال ما الرسالة السياسية التي اراد الحزب وحلفاؤه توجيهها عبر الغزوة السلمية لبيروت؟ الارجح ان للامر علاقة بتشكيل الحكومة وبوزارة المال، فالحريري قال بعد ظهر امس ان الطائف لم يكرس حقائب وزارية في اشارة الى وزارة المال، وبالتالي فإن العراضة المنظمة شكلت رسالة مرمزة ومشفرة الى الرئيس الحريري فحواها نحن هنا ولا يمكن تشكيل حكومة الا اذا كان وزير المال شيعيا، يتلاقى الموقف الاستعراضي المحلي مع موقف دبلوماسي ايراني عبر عنه علي اكبر ولايتي فأشاد بانتصار حزب الله وحلفائه في الانتخابات، لكن فات مستشار المرشد الاعلى ان يلاحظ ان اطراف اخرى انتصرت ايضا في الانتخابات كحزب الله وأكثر، علما ان لبنان في كل الاحوال لا يقوم الا على مبدأ التسوية وليس على مبدأ المنتصر والمنهزم.