السؤال الشرعي والمنطقي الذي يطرح على كل شفة ولسان من أين يستمد الرئيس المكلف والرئيس عون تفاؤلهما بأن المسعى الرئاسي لم يسقط وبأنهما يرصدان في الأفق احتمالا قويا بأن تتألف الحكومة قبل نهاية العام، وأمام عدم حصولهم على أي جواب شاف يجيب المراقبون بأنه لا يمكن للرئيس ميشال عون الا الرهان على ذرة لبنانية تستفيق في عروق المعرقلين فتدفعهم الى التراجع أمام عظمة الخطر الذي يتهدد البلاد، أما بالنسبة الى الرئيس فهو لا يحسد على موقفه وقد وجد نفسه في منتدى لندن ملزما على التفاؤل الى حد القول بأننا في الأمتار الأخيرة قبل التشكيل، كيف لا وهو يسعى الى استدرار المليارات للاستثمار في لبنان، الواحة الفضلى للاستثمار وجسر العبور الى ورش الاعمار في المنطقة.
هذا في لندن من فوق، أما في لبنان من تحت فالمشهد السياسي يناقض التفاؤل المعلن، فالمشاروات التي قام بها الرئيس عون أفضت الى ربط نزاع، اذ بقي كل على موقفه السلبي الرافض للتنازل، توازيا واصل لبنان تدعيم موقفه في مواجهة اسرائيل على خلفية أزمة الأنفاق، والاستراتيجية التي يتبعها تقوم على اثنين، أن تبين إسرائيل بما لا يقبل الشك حقيقة وجود الأنفاق وحض الأمم المتحدة والدول الصديقة على منعها من تخريب الهدوء جنوبا، ففي مواجهة الأنفاق المفترضة تفتح اسرائيل عشرات الاوتسترادات الجوية والمائية من الاختراقات للسيادة في سماء لبنان وبحره، وسط الأجواء السياسية والامنية والدبلوماسية الملتبسة عرض رئيس التفتيش المركزي القاضي جورج عطية لنتائج المشجعة للكبسات على الأرض ووعد بميني ثورة بيضاء لتفعيل الادارات العامة وتنقيتها من الاهدار والفساد والمفسدين.