لا ملف يتقدم على ملف النازحين السوريين. فالشحن الإعلامي، وخصوصا عبر مواقع التواصل الإجتماعي، يتصاعد بقوة، ما يوحي أن ثمة جهات وطوابير خامسة، وسادسة حتى، تحاول الدخول على الخط لتعميق الشرخ بين اللبنانيين والنازحين السوريين. رئيس الحكومة نجيب ميقاتي إستوعب أخيرا خطورة الموضوع، فدعا إلى اجتماعين في السرايا لبحث ملف النازحين، وأبرز ما خلص إليه الإجتماعان: إسقاط صفة النازح عن كل من يغادر الأراضي اللبنانية ليزور سوريا.
طبعا القرار مهم، لكن العبرة تبقى في التنفيذ، وخصوصا أن القرارات الصادرة عن الإجتماعين نصت على تنفيذ قرارات حكومية أخرى تعود إلى الأعوام 2014 و2019 و2020. فما لم ينفذ منذ تسعة أعوام، ماذا يضمن أنه سينفذ في العام 2023؟ وبالتالي ألم يكن أولى بالحكومة أن تطرح أمام المواطنين الأسباب التي حالت دون تنفيذ القرارات السابقة قبل أن تصدر قرارات جديدة يحق للجميع التشكيك في تنفيذها؟ على أي حال التجربة خير برهان، وعند الإمتحان ستكرم الحكومة الميقاتية أو.. تهان!
سياسيا، زيارة وزير الخارجية الايرانية هي الحدث، واللافت فيها امران. الاول، ان حسين امير عبد اللهيان سيستهلها بلقاء مع قيادة حزب الله لا مع اركان الدولة اللبنانية. برنامج الزيارة يؤكد كيف ان الجمهورية الاسلامية في ايران لا تعتبر الدولة اللبنانية اولوية بالنسبة اليها، وانها لا تتعامل معها كدولة ذات سيادة. باختصار: ايران تعتبر الحزب ذراعها السياسية والعسكرية في لبنان، بالتالي فان لقاءاتها مع المسؤولين اللبنانيين هي في اطار لزوم ما لا يلزم!
اللافت الثاني ان عبد اللهيان سيعقد غدا اجتماعا مع 32 نائبا لبنانيا، والهدف واضح: توجيه رسالة الى من يعنيهم الامر ان ايران ناخب كبير في الاستحقاق الرئاسي، وانه لا يمكن انتخاب رئيس للجمهورية من دونها ! الا يعني استعراض القوة الايراني ان ايران تدرك في العمق انها لا تستطيع ايصال من تريد الى رئاسة الجمهورية ، وبالتالي فان أداءها السنة يختلف تماما عما كان عليه بين العامين 2014 و2016؟.