اي رسالة حملها وزير الخارجية الايرانية الى المسؤولين اللبنانيين في جولته عليهم اليوم؟ في العلن حسين امير عبد اللهيان قال كلاما ديبلوماسيا منمقا. فهو اكد ان بلاده تدعم اي انتخاب او اي اتفاق يحصل بين كل الجهات في لبنان في شأن الاستحقاق الرئاسي ، داعيا كل الاطراف الخارجية الى دعم هذا الانتخاب من دون اي تدخل في الشأن الداخلي. لكن في العمق وداخل الغرف المغلقة الامور مختلفة.
ذاك ان المسؤول الايراني تحدث عن دور حزب الله، وان ايران تقف خلفه في خياراته الرئاسية. هذا يعني ان ايران، ورغم كل الكلام الديبلوماسي المعاكس، ملتزمة خيار حزب الله على الصعيد الرئاسي، اي سليمان فرنجية. علما ان الاطلالة الاعلامية للاخير لم تأت بجديد مهم.
ففرنجية لم يعلن ترشحه رسميا ، وان كان تحدث في كل المقابلة كرئيس مستقبلي. أفلا يعني التردد في الترشح ان فرنجية يدرك ان احتمالات وصوله ليست مؤكدة، لذا يفضل الا يرتكب اي “فاول” يؤخذ عليه ؟
في النزوح السوري صدر عن رئيس الحكومة نجيب ميقاتي قرار كلف بموجبه المدير العام للامن العام بالانابة العميد الياس البيسري متابعة موضوع النازحين السوريين . لكن موضوع النازحين ليس بحاجة الى متابعة فقط ، بل الى اتخاذ قرارات جذرية وجريئة ذات طابع سياسي . فهل حكومة تصريف الاعمال قادرة على معالجة مثل هذا الموضوع الدقيق والحساس والخطر على الوجود اللبناني ككل ، ولاسيما في ظل الشغور الرئاسي ، وفي ظل الشلل والعجز اللذين يضربان مجلس النواب؟
قضائيا ، الوفد الاوروبي القضائي يواصل عمله ، وقد استجوب اليوم مساعدة حاكم مصرف لبنان ماريان الحويك .
على صعيد قضائي آخر ، اهالي ضحايا انفجار الرابع من آب يتحركون من جديد ، وهم يتجهون على ما يبدو الى فتح تحقيق في فرنسا بقضية انفجار المرفأ . فهل يتمكن القضاء الفرنسي من متابعة ما توقف عنه القضاء المحلي ، ام ان ارادة المنظومة ستفرمل العدالة الفرنسية ، تماما كما نجحت في فرملة العدالة اللبنانية؟.