يوم ايراني طويل في لبنان، انهاه وزير خارجية ايران بمؤتمر صحافي، قبل ان ينتقل الى سوريا تحضيرا لزيارة الرئيس الايراني الى دمشق. ردود حسين اميرعبد اللهيان على اسئلة الصحافيين في الموضوع الرئاسي جاءت ملتبسة، فهو تجنب تأييد سليمان فرنجية، فاعلن ان طهران لم ولن تتدخل في انتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية، مؤكدا الترحيب بانتخاب اي شخصية مرموقة تحقق التوافق بين اللبنانيين. فهل هو موقف ديبلوماسي ام انه يعبر عن حقيقة الموقف الايراني؟
من جهة ثانية، التركيز الايراني على لبنان وسوريا يعني ان الجمهورية الاسلامية تريد ان توصل رسالة الى البلدين، ولا سيما الى سوريا التي لم تعرف زيارة لرئيس ايراني منذ العام 2010، اي قبل بدء الحوادث فيها بسنة.
والواضح ان طهران التي فتحت صفحة جديدة مع المملكة العربية السعودية تريد وضع حلفائها في بيروت ودمشق في صورة التطورات الاقليمية، وخصوصا في اجواء الاتفاق السعودي- الايراني الذي ينص في مندرجاته على وقف تدخل ايران في شؤون الدول الاخرى. فهل فهمت اذرع ايران في المنطقة ، وفي طليعتها حزب الله، المعطى الجديد؟ وما انعكاس ما يحصل اقليميا، على الصعيد المحلي، وخصوصا بالنسبة الى استحقاق رئاسة الجمهورية؟ حتى الان الملف الرئاسي معلق، وذلك لسببين: الاول عجز الداخل، والثاني انشغال القوى الاقليمية والدولية المعنية بالملف الرئاسي بأمور أخرى اكثر الحاحا بالنسبة اليها. وعليه، ينتظر للفراغ الرئاسي ان يستمر طالما ان السعودية وايران لم تدرجا الملف اللبناني على جدول الاعمال بينهما، وطالما ان الولايات المتحدة لم تقل كلمتها بعد، فيما فرنسا تستفيد من الوقت الضائع لتوهم نفسها وسواها انها صاحبة القرار الفصل في لبنان، فيما هي عاجزة عن تحقيق اي خطوة الى الامام. قضائيا، واصل الوفد القضائي الاوروبي استجواب مساعدة حاكم مصرف لبنان ماريان الحويك، وذلك لليوم الثاني على التوالي. وفي اطار آخر تقدمت كتلتا الكتائب وتجدد اضافة الى عدد من النواب المستقلين بطعن امام المجلس الدستوري في قانونية تمديد ولاية المجالس البلدية والاختيارية، وهو الطعن الثاني بعد الطعن المقدم من القوات اللبنانية. فهل يبت المجلس الدستوري خلال شهر بضرورة اجراء الانتخابات البلدية، ام ان ما كتب قد كتب، ونجح اركان المنظومة مرة اخرى في ابعاد كأس الديمقراطية المر عن أحزابهم؟.