أيها اللبنانيون أبشروا، فبلدكم تفوق على كل دول العالم، سلبيا طبعا، بتسجيله أعلى نسبة تضخم في أسعار الغذاء. آخر تقرير للبنك الدولي عن الأمن الغذائي في العالم يشير إلى أن نسبة التضخم في أسعار الغذاء في لبنان إرتفعت في سنة بنسبة واحد وسبعين في المئة، فيما لم تزد النسبة في زيمبابوي إلا أربعين في المئة، وفي رواندا إثنان وثلاثون في المئة. فشكرا من القلب إلى جميع المسؤولين عندنا: حكومة ومجلس نواب ومؤسسات، فالجميع شاركوا في هذا الإنجاز السلبي العظيم، ولا سيما أن البنك الدولي أكد أن عدم القيام بإصلاحات جذرية هو من الأسباب الرئيسية لما وصلنا إليه، ولما يمكن أن نصل إليه مستقبلا ! وكيف لا “يتدركب” لبنان نزولا وهو بلا رئيس منذ نصف سنة تماما بالتمام والكمال، ولا يبدو أنه سيكون له رئيس جديد في القريب العاجل. في هذا الوقت تتواصل المعارك السياسية حول الرئيس العتيد، وآخر فصولها ما أعلنه النائب جبران باسيل من جزين، حيث انتقد سليمان فرنجية بقسوة من دون أن يسميه. إذ طلب ممن يهدد بمعادلة أنا أو الفوضى أن يتعلم من الماضي، ولا يتصرف بدونية ولا يقبل بأي تسوية، فقط لأنها تأتي به رئيسا ولو على حساب بيئته ومجتمعه ووطنه.
الموقف الباسيلي الجديد- القديم يؤكد ان لا تغير في موقف التيار الوطني الحر من ترشح فرنجية، وبالتالي فان رئيس تيار المردة لا يزال عالقا بين لاءين كبيرين: لا القوى المسيحية الاساسية من تيار وقوات وكتائب، ولا القوى الاقليمية والدولية المؤثرة حقا في الاستحقاق الرئاسي، وفي طليعتها السعودية والولايات المتحدة الاميركية. وفي الاطار الاميركي تؤكد معلومات واردة من واشنطن ان الادارة الاميركية، وبعكس ما تحاول فرنسا تسويقه اعلاميا، ليست في وارد تأييد المسعى الفرنسي الهادف الى ابرام تسوية تأتي بفرنجية رئيسا للجمهورية وبنواف سلام رئيسا للحكومة. ذاك ان واشنطن تعتبر ان الاستحقاق الرئاسي يجب ان يأتي بشخص كفوء ونزيه وحيادي ومن خارج المنظومة الحاكمة، وذلك ليتمكن من بدء عملية الاصلاح الشامل التي يحتاجها لبنان. اقليميا، تشهد العاصمة الاردنية غدا اجتماعا مهما حول سوريا يشارك فيه وزراء خارجية الاردن والسعودية والعراق ومصر اضافة طبعا الى وزير خارجية سوريا. ووفق البيان الرسمي الصادر عن وزارة الخارجية الاردنية فان الهدف من الاجتماع هو البحث في مبادرة اردنية للتوصل الى حل سياسي للازمة السورية. فهل ينضج الحل المذكور قبل موعد القمة العربية في التاسع عشر من ايار، بحيث تشهد قمة الرياض عودة دمشق الى جامعة الدول العربية؟