مبروك للعمال في عيدهم، وإن كان العيد هذه السنة لا يحمل من المعاني الحقيقية سوى الإسم! ففي ظل أجواء سياسية واقتصادية واجتماعية ضاغطة، إحتفل عمال لبنان بعيدهم. وكالعادة نظمت تظاهرتان إلتقيتا في ساحة رياض الصلح. ومع أن القائمين على الحراك دعوا إلى تصعيد وتيرة المواجهة الشاملة ضد الحكومة وصولا إلى إعلان العصيان المدني في كل لبنان، لكن الأرجح أن ما قيل اليوم سيبقى مجرد حبر على ورق، وخصوصا أن العصيان المدني أمر صعب التحقق في ظل سيطرة أركان المنظومة على معظم مفاصل العمل النقابي! سياسيا، الإرجاء سيد الموقف. فالموفد القطري إلى لبنان محمد عبد العزيز الخليفي أرجأ زيارته التي كانت مقررة في الخامس من الجاري إلى بيروت الى وقت لاحق. كذلك فإن لا معلومات عن إمكان انعقاد اجتماع للدول الخمس في وقت قريب. بالتوازي، المبادرة الفرنسية أضحت مبادرة مع وقف التنفيذ، باعتبار أنها تواجه معوقات كبيرة وكثيرة داخليا وخارجيا. أما أميركا فلا تزال ترجىء اتخاذ أي مبادرة فعلية وعملية على الصعيد الرئاسي، ربما في انتظار توافر معطيات تسمح لأي تحرك بأن يحقق خرقا حقيقيا ولا يكون مجرد استعراض على الطريقة الفرنسية!
في الداخل لا جديد، باستثناء الكلام الذي تردد عن ان حزب الله يتواصل مع رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل لتقديم ضمانات له مقابل سيره بانتخاب سليمان فرنجية. لكن المعلومات المذكورة نفتها مصادر التيار وحزب الله، التي تقاطعت على التأكيد للـ “ام تي في” ، ان العلاقة بينهما شبه مقطوعة، بل مقطوعة تماما ! كما تؤكد المعلومات ان باسيل طلب تحديد موعد له مع حسن نصر الله، فأتاه الجواب بأن الاجتماع بالامين العام لحزب الله متعذر وانه يمكنه الاجتماع بوفيق صفا، فعدل باسيل عن الفكرة ولم يحصل اللقاء ! اقليميا، انعقد في الاردن اليوم اجتماع حول سوريا شارك فيه وزراء السعودية ومصر والعراق والاردن اضافة الى وزير خارجية سوريا. اهمية الاجتماع انه اول اجتماع يجمع الحكومة السورية بمجموعة من الدول العربية، منذ قرار تعليق عضوية سوريا في جامعة الدول العربية عام 2011. والمهم في الاجتماع لبنانيا ان البيان الختامي اكد ان العودة الطوعية للنازحين الى بلدهم اولوية قصوى ويجب اتخاذ الخطوات اللازمة للبدء في تنفيذها فورا. فهل عودة سوريا الى حضن العرب ستعيد النازحين السوريين الى حضن بلادهم من جديد؟