السابع من أيار: يوم بأبعاد كثيرة. في العالم إنه اليوم العالمي للضحك. وفي لبنان يذكر بذاك النهار المشؤوم حين غزا حزب الله وحلفاؤه العاصمة بيروت. وبدءا من اليوم إكتسب السابع من أيار بعدا جديدا عربيا. إذ اتخذ وزراء خارجية الدول العربية قرارا باستعادة سوريا مقعدها في جامعة الدول العربية. القرار، الذي لم يكن مفاجئا، يصب في مصلحة دعم الجهود التي تبذلها بعض دول المنطقة لإعادة تطبيع العلاقات مع الرئيس السوري بشار الاسد. سوريا تلقفت الخبر بسرعة، فأعلنت وزارة خارجيتها أنها تلقت القرار باهتمام، مؤكدة أهمية الحوار والعمل المشترك لمواجهة التحديات التي تتعرض لها الدول العربية. لكن عودة سوريا إلى الحضن العربي لا تعني حكما أن الرئيس السوري بشار الاسد سيشارك في القمة العربية المقبلة التي تنعقد بعد اثني عشر يوما في المملكة العربية السعودية. وهو ما أعلنه بكل وضوح أمين عام الجامعة العربية أحمد أبو الغيط، إذ رأى أن الأسد يمكنه المشاركة في القمة إذا رغب في ذلك. فهل الأسد راغب فعلا في ذلك ؟ أم يفضل عدم المشاركة لأنه يدرك أن ثمة دولا كثيرة لا تؤيد عودة سوريا إلى الجامعة أبرزها قطر، وحتى لا يلتزم بأمور لا يريد الإلتزام بها تجاه المجتمع العربي؟
لبنانيا، القرار يتضمن تشكيل لجنة اتصال وزارية مكونة من الاردن والسعودية والعراق ولبنان ومصر والامين العام لجامعة الدول العربية، تتولى الحوار المباشر مع الحكومة السورية، وذلك لمتابعة تنفيذ بيان عمان ومعالجة كل التبعات المتعلقة بالازمة السورية. اي ان تهريب المخدرات ومسألة النازحين سيكونان على رأس جدول اعمال هذه اللجنة. فهل تكون لجنة الاتصال الوزارية الخطوة الاولى على طريق حل مشكلة النازحين في لبنان؟
رئاسيا، ينتظر ان يشكل الاسبوع الطالع اختبارا لمعرفة نتيجة الاتصالات التي اجرتها السعودية وقطر وفرنسا والولايات المتحدة الاميركية مع الافرقاء اللبنانيين المعنيين بالاستحقاق الرئاسي. الواضح ان كل هذه الاتصالات، على اهميتها، لم تتوصل الى إحداث خرق حقيقي يتيح انتخاب رئيس. فالمواقف على حالها، والحذر متبادل بين جميع القوى السياسية. فالمعارضة مثلا تستغرب كيف ان الثنائي الشيعي يدعو الى الحوار، في حين انه يصر على تأييد رئيس تيار المردة سليمان فرنجية ويرفض الانتقال او البحث في الانتقال الى الخطة باء. في المقابل، يستغرب الثنائي كيف ان المعارضة تجتمع على رفض خيار فرنجية من دون ان تقدم خيارا مقبولا آخر. هكذا يستمر الوضع اللبناني في دائرة المراوحة في الداخل، فيما الخارج منشغل بأمور أخرى ولم يصل بعد الى مرحلة فتح الملف الرئاسي جديا وعمليا. فالى متى الانتظار؟