ضربة معلم قام بها السفير السعودي وليد البخاري اليوم. اذ بعد اربع وعشرين ساعة على استقباله المرشح الرئاسي سليمان فرنجية في دارته في اليرزة، التقى المرشح الرئاسي ميشال معوض عبر زيارته كتلة “تجدد” في سن الفيل.
هكذا قرن وليد البخاري القول بالفعل، واثبت ان المملكة لا تدخل في لعبة الاسماء والترشيحات، وانها على مسافة واحدة من جميع المرشحين. بالتالي فان لا صحة لكل ما حاول ان يروجه البعض من ان “ترويقة” فرنجية عند البخاري تعني ان المملكة اتخذت خيارها، وانها تحبذ ان يكون فرنجية رئيسا للجمهورية.
مقابل الحراك الديبلوماسي السعودي اللافت، لا تحركات مثمرة على الصعيد الداخلي. فحركة المعارضة للالتقاء حول مرشح مع التيار الوطني الحر لم تصل الى نتيجة حتى الان. علما ان الاسماء المطروحة لتشكل نقطة التقاء هي ثلاثة: زياد بارود وصلاح حنين وجهاد ازعور.
وبين الثلاثة ازعور هو المتقدم مبدئيا بعدما ابدت المعارضة موافقتها على اسمه، لكن لا شيء نهائيا حتى الساعة، بانتظار ان يقول جبران باسيل كلمته في هذا الشأن
لكن باسيل يؤجل قول كلمته، لانه ينتظر موقف حزب الله. فرئيس التيار الوطني الحر يعرف تماما حدوده مع الحزب.
انه يملك حق الفيتو على سليمان فرنجية، لكنه لا يستطيع ان يختار رئيس الجمهورية المقبل رغما عن ارادة حزب الله، ولا سيما في هذه المرحلة الدقيقة والحساسة بالنسبة الى الحزب.
وفي انتظار ان يقول حزب الله كلمته، لنسمع صداها عند باسيل، الحسم الرئاسي مؤجل، فيما ملف النزوح السوري يتفاعل وجديده اعلان الامين العام لحزب الله حسن نصر الله ان معالجة ملف النازحين يجب ان تكون عبر وفد وزاري امني لبناني يزور دمشق، وان حكومة ميقاتي مطالبة باعادة العلاقات طبيعية بين لبنان وسوريا.
علما ان نصر الله يعرف تماما ان العودة ليست قرارا لبنانيا، بل هي قرار على مستوى النظام في سوريا، وقرار اممي، وخصوصا اوروبي. فالنظام السوري لن يعيد النازحين الا بعد ان يحصل على الثمن المناسب، كما ان الدول الاوروبية تفضل حصر مشكلة النازحين في لبنان بدلا من تمددها اليها. فهل العلاقات الطبيعية بين لبنان وسوريا يمكن ان تحل هاتين الاشكاليتين؟.