IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار الـ“mtv” المسائية ليوم الأحد في 14/05/2023

في تركيا إنتخابات رئاسية في موعدها الدستوري المحدد، وفي لبنان إنتخابات مؤجلة من ستة أشهر ونصف الشهر! في تركيا العملية الديمقراطية أخذت مداها، فصوت الناس واقترعوا، وفي لبنان العملية الديمقراطية “مضروبة”، ونواب الأمة يهربون من الإقتراع ويتجنبون الانتخاب ! في تركيا إنتقال السلطة أو لا انتقالها يجري بسلاسة، أما في لبنان فلا انتقال للسلطة إلا “بشق” النفس وبعد أن يصبح البلد على حافة الإنهيار الكبير! إنها الصورة المحزنة عن وطن كان في منتصف القرن الماضي رمزا للديمقراطية، فأضحى في أيام المنظومة الفاشلة صورة عنها، أي دولة فاشلة لا أكثر ولا أقل!

في الوقائع التركية، الأتراك المنقسمون بشدة حول خياراتهم الرئاسية أقبلوا بكثافة لافتة على مراكز الإقتراع، وأدلوا بأصواتهم لانتخاب خلف للرئيس رجب طيب اردوغان. التنافس محتدم بقوة بين الرئيس الحالي أردوغان وبين خصمه كمال اوغلو الذي يتولى قيادة حزب ديمقراطي وعلماني. مراكز الإقتراع اقفلت منذ حوالى ساعتين وخمس وأربعين دقيقة والنتائج الأولية للرئاسة تظهر تقدما لافتا لاردوغان، ما يثبت أن استطلاعات الرأي التي صبت لمصلحة أوغلو لم تكن دقيقة. فتركيا على ما يبدو مصرة على خيار أردوغان ولا تزال تخشى التغيير. مع ذلك الترقب يبقى سيد الموقف حتى انتهاء عمليات الفرز لأن كل شيء وارد في الإنتخابات.

في لبنان، الحراك السياسي والديبلوماسي المكثف الذي حصل في الاسبوع المنصرم سيستكمل في الاسبوع الطالع، ما يساهم في بلورة المشهد الرئاسي. حتى الان السيناريوهات المطروحة كثيرة في حال دعا الرئيس نبيه بري الى جلسة لمجلس النواب، علما ان الدعوة المذكورة، اذا حصلت، لن توجه قبل القمة العربية، اي انها ستكون في أخر اسبوع من ايار على اقرب تقدير. في هذا الوقت كشفت مصادر معنية لل”ام تي في” الظروف التي ادت الى زيارة رئيس تيار المردة سليمان فرنجية الى منزل السفير السعودي في اليرزة. فالزيارة حصلت بعد تمني فرنسا على السعودية الانفتاح على فرنجية والاستماع الى وجهة نظره. وهكذا كان، لكن اللافت ان السفير البخاري، الذي يزور معظم القوى السياسية، لم يزر هو فرنجية، بل ان الاخير هو من زاره  ما يشكل تأكيدا على ان الموقف السعودي لم يتغير ولم يتبدل. لقد اضحى اكثر مرونة في الشكل نتيجة التدخل الفرنسي، لكن هذه المرونة لا تعني ان السعودية تخلت عن المواصفات التي وضعتها للرئيس العتيد، وابرزها ان يكون حياديا توافقيا توفيقيا، وان يكون متحررا من المنظومة السياسية وفسادها ليحقق الاصلاحات الجذرية المطلوبة ، والتي اذا لم تتحقق في عهده فان على لبنان السلام!