العاصفة تهب مرتين، وتركيا تنتخب مرتين ! لكن العملية الانتخابية لم تحدث زلزالا سياسيا توقعه البعض. فالدورة الاولى لم تحقق للمرشحين الاساسيين نسبة الخمسين بالمئة المطلوبة للفوز، فكان القرار باجراء جولة ثانية سيتواجه فيها رجب طيب اردوغان مرة جديدة مع منافسه الرئيسي كمال كليتشدار اوغلو.
خسارة اردوغان المعركة الاولى في المواجهة لا تعني انه خسر الحرب، وخصوصا ان المرشح الثالث سنان اوغان الذي نال 5،2 في المئة من الاصوات اعلن انه لن يؤيد ايا من المرشحين، وهو امر يصب في مصلحة اردوغان.
اذا، عرش سلطان تركيا الحديثة اهتز لكنه لم يقع، والارجح ان الانتخابات في الثامن والعشرين من ايار ستعطيه خمس سنوات أخرى في الحكم، الا اذا حصلت مفاجأة من النوع الثقيل تقلب كل التوقعات.
وفيما الانتخابات التركية تجرى مرتين، فان حلم اللبنانيين ان يدعو نبيه بري مجلس النواب الى جلسة لانتخاب رئيس ! لكن الامر لن يحصل طالما ان بري لم يتأكد ان مرشح الثنائي سليمان فرنجية سيفوز حكما.
في المقابل، المعارضة تواصل محاولة لململة صفوفها للاتفاق حول اسم واحد وهي تعقد اجتماعا الان لبلورة اسم مرشحها الرئاسي.
توازيا ، جبران باسيل يعقد اجتماعا غدا مع مسؤول وحدة التنسيق والارتباط في حزب الله مع وفيق صفا وذلك للبحث في الملف الرئاسي. فهل يتخذ باسيل الخيار الصعب ويسير في خيار المعارضة ويؤيد الاسم الذي يتم التوافق عليه ؟ ام ان زيارة صفا له ستعرقل اندفاعته نحو المعارضة, وستبين انه كان يناور لا اكثر ولا اقل وان هدفه الحقيقي الابتزاز للاتفاق مع حزب الله؟.