قمةُ جدة استثنائية وعملية. انه الانطباع قبل حوالى ثماني عشرة ساعة على الجلسة الافتاحية للقمة. ملفات كثيرة ستُبحث ويؤمل ان تُـتـَخذ قراراتٌ تنفيذيةٌ بشأنها، ابرزها ملفات : السودان واليمن وسوريا وفلسطين ، إضافة الى ملف مهم جدا يتوزع على عدد من الدول العربية هو ملف النازحين السوريين. عودةُ دمشق الى الجامعة العربية ستثتأثرُ باهتمام كبير ، ولا سيما ان العودة ، مهما قيل في بعض وسائل الاعلام، هي عودةٌ مشروطة.
فعلى سوريا ان تنفذ المطلوب منها لتحصل على ما تريد من دعم مالي واقتصادي من الدول العربية المقتدِرة.
هكذا فان وجود الرئيس بشار الاسد بدءا من الليلة في جدة سيطرحُ الكثير من الاسئلة، وخصوصا ان المعنيين يؤكدون ان الاتفاق مع سوريا سيسير وفق مبدأ الخطوة خطوة ، اي خطوة من سوريا مقابل خطوة من المجموعة العربية، ما يعني ان سوريا لن تتمكن هذه المرة من ممارسة هوايتِها المفضلة، المتمثلة بالتملص من تعهداتها!
في السياق عينه ترددت معلومات ان القمة ستشهد مفاجأة ً سياسية كبيرة . وهو امر غير مستغرب ، باعتبار ان ولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان معتادٌ على احداث مفاجآت. لبنانياً ، الشأن الرئاسي معلقٌ حتى اشعار آخر ، والاشعار الاخر هنا يتعلق باتضاح الصورة الاقليمية انطلاقاً مما يحصل في جدة . علماً ان كواليس قمة السعودية ستَشهد اجتماعات حول الشأن الرئاسي اللبناني ، ولا سيما بين قطر والسعودية ومصر اضافة طبعاً الى لبنان .
قضائياً ، المجلس الدستوري عَلق مفاعيلَ قانون الشراء العام الى حين البت بالطعن المقدم بشأنه ، كما بدأ البحث في الطعون المقدمة بقانون التمديد للبلديات والمخاتير ،
ويُتوقع ان يَستمر البحث الى اكثر من جلسة ، بالنظرالى دقة الموضوع . قضائياً ايضاً ، نَفذ اهالي ضحايا فوج اطفاء بيروت اعتصاماًَ , واحرقوا الاطارات امام مدخل قصر العدل في بيروت احتجاجاً على تجميد ملف انفجار المرفأ .
فهل يَنفع احراقُ الاطارات في تحريك ضمائر مسؤولين وزعماء سياسيين ، ام ان مَن احرقوا البلد لن تحركـُهم اطاراتٌ تحترق؟>