تسميات كثيرة يمكن ان تطلق على القمة العربية الثانية والثلاثين في جدة ، لكن التسمية الاكثر تعبيرا عنها انها قمة محمد بن سلمان . فحضور ولي العهد السعودي كان طاغيا.
الكلمات في معظمها ظلت تحت سقف التهدئة وسياسة تصفير المشاكل التي تنتهجها المملكة العربية السعودية في هذه المرحلة ، وتحديدا منذ الاعلان عن اتفاق بيجينغ ، الذي ارسى اسس التفاهم بينها وبين ايران .
ثلاث شخصيات استقطبت الاضواء في قمة جدة . الشخصية الاولى الرئيس الاوكراني فولوديمير زيلينسكي ، فهو كان نجم الجلسة الافتتاحية بلا منازع سارقا الاضواء من الرئيس السوري بشار الاسد .
زيلينسكي تحدث بوضوح عن معاناة شعبه ، وظهر وجهة نظر بلاده من الحرب الاوكرانية – الروسية في حضور حلفاء روسيا الطبيعيين وفي طليعتهم الجزائر وسوريا. وفيما سرت معلومات قبل الجلسة ان الرئيس السوري قد ينسحب من الجلسة عند القاء زيلينسكي كلمته ، فان الاسد بقي جالسا ، ما يؤشر الى ان الاخير اتى الى القمة وهو يعرف مسبقا ان العودة الى الجامعة العربية لها شروطها ومتطلباتها وقواعد لعبتها.
بشار الاسد كان الشخصية الثانية التي استأثرت بالاهتمام خلال الجلسة. كلمته تضمنت الكثير من الرسائل الواضحة والمشفرة ابرزها وضعه جرائم الكيان الصهيوني بالمستوى نفسه تقريبا مع خطر الفكر العثماني التوسعي ، كما قال.
وقد شدد الاسد ايضا على ضرورة ان تتولى الشعوب العربية ادارة شؤونها بنفسها عبر منع التدخلات الخارجية. فهل الحليفان الاستراتيجيان لنظام الاسد، اي ايران وحزب الله، على استعداد لتطبيق هذا المبدأ ؟ اليس هما من باشرا التدخل في شؤون الدول العربية ما خربط المنطقة واشعل عصبيات لا تنتهي؟ الشخصية الثالثة في جلسة الافتتاح: امير قطر ، فهو انسحب والوفد المرافق قبل ان يبدأ الرئيس السوري بالقاء كلمته، ما يعني ان امير قطر تقصد ان يعرب علنا عن معارضته عودة الاسد الى الجامعة العربية، او انه لا يريد ان يسمع “نظريات” الرئيس السوري في العروبة.
وفي عمل الجامعة العربية. هذا بالنسبة الى جلسة الافتتاح. فماذا عن البيان الختامي، الذي سيعرف باعلان جدة؟
الاعلان يشير الى انه يتضمن عبارة اساسية ، تنص على الرفض التام لدعم تشكيل الجماعات والميليشيات المسلحة الخارجة عن نطاق مؤسسات الدولة. فهل يطبق الاعلان في لبنان لنعود الى زمن الدولة القادرة والقوة المسلحة الشرعية الواحدة؟