مرة جديدة يثبت لبنان أنه بلد التناقضات بامتياز. فمقابل العجز السياسي نجاح أمني. ومقابل الفشل في الإستحقاق الرئاسي، إنجازات لافتة في الإستحقاقات الأمنية. هكذا فإن عملية تحرير المواطن السعودي شكلت الحدث الأبرز اليوم. الجيش، وبعد أقل من ثمان وأربعين ساعة على عملية الإختطاف، تمكن من تحرير المخطوف، كما أوقف عددا من الضالعين في عملية الخطف.
وفيما تتواصل عمليات المداهمة في منطقة بعلبك لتوقيف كل الشبكة، تردد أن الرأس المدبر للعملية والمخطط الأول لها بات في سوريا.
العملية أثبتت مرة جديدة أن الأجهزة الأمنية، وفي طليعتها إستخبارات الجيش، تمسك بزمام الأمن كما يجب، وأن الجيش قادر على تنفيذ عمليات نوعية متى دعت الحاجة إلى ذلك. والرسالة الأهم: أنه، ورغم كل ما يحصل على الصعيد السياسي، فإن في إمكان اللبنانيين أن يراهنوا على صيف واعد وزاهر، أي ليس على صورة سياسييهم والمسؤولين عندهم!
رئاسيا المشهد توزع بين الاليزيه وميرنا الشالوحي. في العاصمة الفرنسية لقاء بين الرئيس الفرنسي والبطريرك الماروني ، وعلى جدول الاعمال بند اساسي: الانتخابات الرئاسية، اضافة الى بندين ملحين آخرين: ملف النازحين السوريين و التحقيقات في جريمة مرفأ بيروت. اللقاء الذي استمر ساعة وخمس دقائق شكل مناسبة ليشرح البطربرك الراعي للرئيس ماكرون حقيقة الموقف المسيحي من الاستحقاق الرئاسي، وخصوصا ان الموقف المذكور يتعارض مع الخيار الفرنسي المتمثل في تأييد انتخاب سليمان فرنجية. وقد اتفق الطرفان على مواصلة المحادثات عبر قنوات معينة واحاطتها بالسرية المطلقة، ما يؤكد ان هناك امرا ما يدرس بينهما، وخصوصا على الصعيد الرئاسي. في بيروت، اجتماع عقده تكتل لبنان القوي ، بحضور رئيس الجمهورية السابق ميشال عون. حضور عون الاجتماع هو لتعزيز وضع جبران باسيل داخل التكتل ودعمه في خياره ترشيح الوزير جهاد ازعور مع المعارضة. فهل يتصاعد الدخان الابيض من اجتماع التكتل، ويعلن لبنان القوي رسميا تأييد ترشيح ازعور لرئاسة الجمهورية؟.