اقل من خمسة ايام تفصلنا عن الجلسة الثانية عشرة لانتخاب رئيس للجمهورية. البوانتاجات المختلفة تؤكد ان مرشح المعارضة والتيار الوطني الحر جهاد ازعور يحقق تقدما لافتا على مرشح ثنائي امل – وحزب الله سليمان فرنجية. واذا كان الفارق اليوم هو عشرة اصوات على الاقل لمصلحة ازعور، فان الفارق قد يكبر في الايام المقبلة، ايضا لمصلحة ازعور، باعتبار ان المترددين من التغييرين والمستقلين يميلون اكثر الى تأييد وزير المال السابق، ولا نية لديهم في انتخاب رئيس تيار المردة. اذا فريق الممانعة غير مرتاح الى وضعه، فماذ سيفعل يوم الاربعاء المقبل؟ هل سينزل الى مجلس النواب ويشارك في الدورة الاولى وينسحب في الثانية، ام يفضل الا يشارك اطلاقا، حتى لا يكشف الرقم الحقيقي لمرشحه، وحتى لا يحقق ازعور تفوقا على فرنجية من ناحية الاصوات؟ الاجابة للايام المقبلة، علما انها ايام دقيقة قد تحمل الكثير من المفاجآت، وهو أمر حذر منه رئيس حزب الكتائب في حديث خاص لل” ام تي في”…
في الاثناء، حركة الاتصالات الداخلية والخارجية تقوى. داخليا اولا، المحطة الابرز اليوم كانت في عين التينة، حيث التقى موفدان للبطريرك الراعي الرئيس نبيه بري. أجواء اللقاء ايجابية في الشكل ، لكن لا تغيير في العمق. فبري، لا يزال متشبثا بخياره الانتخابي ، وان كان ابدى مرونة في ما خص الحوار، وضرورة المباشرة به بعد انتهاء جلسة الاربعاء. وهو الموقف الذي كان ابلغه الامين العام لحزب الله للموفد البطريركي . فهل يبدأ الحوار المنشود بعد منازلة الرابع عشر من حزيران، اي بعد تحديد موازين القوى داخل مجلس النواب؟ في الحراك الخارجي، بيروت تنتظر المبعوث الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان ، اما وزيرة خارجية فرنسا فانها انتقلت من الرياض الى قطر المعنية مباشرة بالملف اللبناني والمميزة بعلاقتها مع ايران. فهل يؤدي الحراكان الداخلي والخارجي الى انتاج رئيس في جلسة ما بعد الاربعاء، ام ان انتخاب رئيس للجمهورية مرحل الى ما بعد بعد حزيران؟.