النواب الرماديون مصرون على ان يبقوا بلا لون واضح ولا… تأثير. اليوم اجتمع عشرة منهم في اطار اللقاء النيابي المستقل، الذي يضم نوابا يتوزعون بين الشمال وبيروت وصيدا، وقرروا ان لا يصوتوا لاحد المرشحين(2) الجديين ، بل ان يهربوا الى شعار شعبوي لا يقدم ولا يؤخر.
انه الهروب الى الامام الذي لا يفيد في شيء بل يضر بالمصلحة العامة، ويزيد الامور تعقيدا، ويعمق الفراغ الرئاسي المتمدد منذ ستة اشهر واثني عشر يوما. فهل يعتقد هؤلاء النواب ان الناس انتخبوهم ليكونوا في مجلس النواب بلا موقف؟ وما نفع النائب اذا كان مترددا وخائفا وجبانا وبلا قرار؟ الا يعرف هؤلاء النواب ان الحياة وقفة عز ، وليست تهربا من المسؤولية عند ساعة الاستحقاق ؟
توازيا، ستة نواب تغييريين يواصلون اجتماعاتهم، وهم على ما يبدو متجهون الى اتخاذ موقف واضح من الاستحقاق الرئاسي، لانهم يريدون لتصويتهم ان يكون تصويتا معبرا ومفيدا. فهل يتعظ المستقلون من التغييرين قبل فوات الاربعاء؟
على صعيد متصل، المرشح جهاد ازعور تخطى مرحلة الصمت وأصدر بيانا مفصلا تحدث فيه عن رؤيته الى الواقع اللبناني، وسبل الخروج من الازمة التي يتخبط فيها الوطن. امران لافتان في البيان.
الاول انه لم يستحضر الماضي ومآسيه بل مر على مصاعب الحاضر و ركز على آمال المستقبل. الامر الثاني ان البيان لم يغرق في المسائل الشخصية والمناكفات والتفاصيل التي لم تعد تعني شيئا، بل عبرعن ارادة صادقة في تغيير الواقع القائم، ما جعل من بيان ازعور بيان رجل مسؤول ورجل دولة بكل معنى الكلمة.
بالنسبة الى البوانتاجات الارقام لم تتغير كثيرا , سليمان فرنجية لم يستطع حتى الان ان يتخطى عتبة الاربعة واربعين صوتا، فيما ازعور سجل تقدما ولامس الستين صوتا، وهو رقم يمكن ان يزداد في الساعات القليلة المقبلة، باعتبار ان بعض النواب المترددين يميلون للتصويت لوزير المال السابق. فهل يسجل ازعور “سكورا” الاربعاء يحمل فرنجية على اعادة النظر في معركته الرئاسية؟.