IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار الـ “mtv” المسائية ليوم السبت في 22/12/2018

إذا صدق أحدنا ان الحكومة كادت ان تتشكل، وكان سيقدمها المسؤولون هدية الأعياد للبنانيين، فيمكن اللبنانيين بدءا من اللحظة السؤال عمن هم المسوخ الخضر الذين سرقوا الهدية والعيد منهم. لكن اللبنانيين لم يدعوا يوما على سارقيهم، وهم لن يدعون اليوم طبعا، فالسارقون في نظرهم ظرفاء وقلوب اللبنانيين أكبر من جيوبهم و”نعيش وناكل غيرا”.

بعيدا من العيد الشهيد، وللاجابة بوضوح عما حصل حتى حصل ما حصل، يجب قسمة التطورات إلى 3 فصول، الأول أخلاقي، فالاتفاق على جواد عدرا لم يكن صادقا، ومنذ البداية اعتبر “اللقاء التشاوري” أنه غرر به، بل فرض عليه عدرا بتواطؤ نادر بين الرئيس بري والوزير باسيل، وسرعان ما حسب الجميع انه بإمكانه وضع عدرا في جيبه فإذ به يخيبهم.

الفصل الثاني سعى “التيار الحر” إلى سحب عدرا إلى تكتله الوزاري، ولأن يكون من حصة الرئيس عون، ما أثار غضب الرئيس بري الذي عبر إعلامه عنه بوضوح، وغضب “حزب الله” المكتوم الذي لم يقبل ان يستعيد “التيار الحر” الثلث الوزاري المعطل.

الفصل الثالث جاء من خارج السياق، وهو يبرئ عدرا و”التشاوري” نسبيا من تحمل وزر كل الجريمة، فلا ننسى انه وبالتوازي مع اندلاع أزمة عدرا، جرت عملية قنص وخربطة سافرة للتوزيعة الوزارية، حقائب وأسماء من الوزير باسيل الذي نجح في استدراج الرئيس الحريري إلى لعبة استبدال بعض الحقائب واستهداف بعض الأسماء والمذاهب، علما بأن هذه التوزيعة استهلكت أكثر من 3 أشهر مضنية للتوافق عليها، وقد اصطدمت المحاولة برفض علني من “الاشتراكي” و”أمل” و”حزب الله” و”القوات” و”المردة”، أما النتيجة فتعرفونها: طار عدرا من جنة “التشاوري” وطارت الحكومة إلى أجل غير مسمى.