IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار الـ”mtv” المسائية ليوم الأربعاء في 12/7/2023

قد يكون البيان الصادر اليوم عن  البرلمان الاوروبي أهم وأخطر بيان على الاطلاق.

مصدر الاهمية فيه انه يضع الاصبع على الجرح في معظم الشؤون والقضايا التي تهم اللبنانيين.

البيان تعرض بالتفصيل الممل، كما نقول في لبنان، لكل الاشكاليات المطروحة على الساحة اللبنانية، واتخذ منها موقفا حاسما وحازما.

فهو، وعلى سبيل المثال لا الحصر، دعا الى نزع  سلاح الاحزاب المسلحة بشكل غير قانوني،  وخصوصا انها تعرقل العملية الديمقراطية وتشرع سياسة الافلات من العقاب, وأسف لعدم انتخاب رئيس للجمهورية وتأجيل الانتخابات البلدية، داعيا الحكومة الى الاسراع في تنفيذ اصلاحات تطال مختلف القطاعات في لبنان.

والاهم ان الاتحاد الاوروبي دعا الى معاقبة كل من يعوق التحقيق الداخلي في انفجار مرفأ بيروت داعما موقف القاضي طارق البيطار، كما دعا الى فرض عقوبات على من يعرقل الانتخابات الرئاسية والاصلاحات.

انها مواقف تعني امرا واحدا، وهو ان البرلمان الاوروبي يتبنى بشكل او بآخر مطالب القوى السيادية ، التي تنادي  بدولة واحدة لا دولتين ، و جيش واحد لا جيشين،  وقرار واحد لا قرارين.

أما مصدر الخطورة في بيان البرلمان الاوربي فيكمن في البند الخامس عشر المتعلق بالنازحين السوريين. فهو لا يشير بوضوح الى ضروة عودتهم  الى بلادهم، بل يتحدث عن عودة طوعية وكريمة وآمنة للنازحين وفق المعايير الدولية.

وعليه، فانه يدعو الى استمرار تمويل النازحين، كما ينتقد تصاعد الخطاب المناهض لهم في لبنان، حاثا اللبنانيين على الامتناع عن فرض الترحيل عليهم، واتخاذ  تدابير تمييزية بحقهم،  والتحريض على الكراهية ضدهم.

باختصار، انه قرار خطر ب ” نفس”  واضح لاحزاب اليسار والخضر والنواب الماكرونيين. افلا يشعر هؤلاء النواب انهم اساؤوا للبنان عبر قلبهم الحقائق،  وان قضية النازحين السوريين تستحق مقاربة اخرى اكثر واقعية، وخصوصا انها تكاد تهز اركان الكيان اللبناني؟

توازيا، الوضع في الجنوب على حافة الخطر. اسرائيل القت قنبلة على ثلاثة شبان يرجح ان يكونوا عناصر في حزب الله ادت الى اصباتهم بجروح . فهل ما يحصل مجرد مناوشات، ام ان الامور يمكن ان تتدهور اكثر؟

الارجح ان امن الجنوب سيبقى ممسوكا بقرار دولي، وبالتالي فان الحوادث الجنوبية المتفرقة  مجرد لعب في الوقت الضائع، بانتظار اتضاح الصورة نهائيا على الصعيد الاقليمي.