ما سبب تقلبات سعر الدولار بين الأمس واليوم؟ وهل تعني التقلبات العائدة بعد فترة من الإستقرار النسبي أن العملة الخضراء سترتفع من جديد؟ الإجابة عن السؤالين المذكورين ليست سهلة، خصوصا أن سعر الدولار في لبنان ليس مرتبطا بعوامل اقتصادية- مالية فقط، بل بعدة عوامل متداخلة، وحتى بتدخلات كثيرة. لكن الواضح من تتبع ما حصل في اليومين الماضيين، أن ثلاثة أسباب رئيسية تكمن وراء عودة السيناريو القديم- الجديد إلى البروز. الأول: تبلغ بعض التجار من المصارف توقف قبول الطلبات على منصة صيرفة بدءا من الإثنين. الثاني: ما تردد من معلومات عن أن المصرف المركزي بصدد إجراء تعديلات على صيرفة، وتخوف جزء كبير من المستفيدين والتوجه نحو السوق السوداء لشراء الدولارات. أما السبب الثالث فيتعلق بالوضع الملتبس لحاكمية المركزي، وعدم وجود توجه واضح لمعرفة سبل معالجة الفراغ الناتج عن انتهاء ولاية رياض سلامة نهاية الشهر. إذا، التقلبات الحاصلة هي نتيجة وقائع معينة ومحددة، وبالتالي يتوقع أن تستمر من الآن إلى نهاية الشهر. علما بأن التقلبات المذكورة ستبقى مضبوطة، أي أنها لن تلامس مستويات غير مسبوقة كانت عرفتها العملة الخضراء قبل أن تعود إلى الإستقرار في حدود ال 92 الف ليرة.
في الشأن الرئاسي الانظار شاخصة الى قطر، حيث ينعقد اجتماع الدول الخمس المعنية بالشان اللبناني . ووفق المعلومات فان الهدف من الاجتماع هو طي صفة قديمة، وفتح صفحة جددية على صعيد الاستحقاق. الصفحة القديمة التي ستطوى هي المبادرة الفرنسية بصيغتها الاولى، بعدما تبين ان باريس فشلت في تسويق خيارها القائم على معادلة سليمان فرنجية- نواف سلام. من هنا فان اجتماع قطر سيكون امام احاطتين يقدمهما الموفد القطري الى لبنان، ثم الموفد الفرنسي. ووفق المعلومات فان قطر ستسعى الى تسويق فكرة السلة المتكاملة، اي انتخاب رئيس للجمهورية والاتفاق على رئيس الحكومة وعلى تعيينات اساسية في الادارة اللبنانية تشمل حوالى 30 موقعا ومركزا. اما فرنسا بشخص جان ايف لودريان فستسعى الى تسويق فكرة الحوار. اذ ان الموفد الرئاسي الفرنسي سيحاول في زيارته المقبلة الى لبنان، والمتوقعة بين الرابع والعشرين والسابع والعشرين من تموز الحالي، الاعداد لحوار بين الافرقاء اللبنانيين. فاي خيار ستتخذه مجموعة الدول الخمس في قطر؟ هل سيتقدم الخيار القطري على الخيار الفرنسي او العكس؟ ام سيتم التوفيق بين الطرحين ودمجهما في طرح واحد؟ الاجابة باتت قريبة. فلننتظر.