Site icon IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار الـ”mtv” المسائية ليوم الثلثاء في 25/12/2018

ميلاد مجيد.

من بكركي قطع الرئيس ميشال عون الشك باليقين، نعم هناك معركة سياسية تحول دون تشكيل الحكومة. ولم يتوجه إلى الأرضيين، بل دعا اللبنانيين إلى الانضمام إليه بالصلاة لكي تحل الصعاب وتشكل الحكومة، مشيرا إلى أن البعض يخلق تقاليد جديدة في التأليف، والمسألة تحتاج إلى بعض الوقت لحلها.

الرئيس لم يسم الفريق الذي يسعى إلى فرض الأعراف، لكن استعراضا بسيطا للمعنيين بالتأليف يسمح بتبيان هويته، “القوات” تنازلوا وحسموا حصتهم، وكذلك الثنائي الشيعي و”المردة” و”الإشتراكي”، حتى “التيار الحر” التزم ورضي بحصته وإن على مضض، كل هؤلاء التزموا الأعراف، إلى ان أسس “حزب الله” “اللقاء التشاوري” السني، وعمل على فرضه كجزء من الحكومة، ودعمه في تصلبه إبان أزمة عدرا، وهذا يعني بوضوح أن الرئيس عون كان يتهم “حزب الله”.

غني عن القول ان الحزب أيقظ بانقلابه حلم “التيار الحر” بالوزير الحادي عشر السليب، ما أسقط قصر الكرتون الذي حيكت منه التسوية الرئاسية. وإذا ضبط الرئيس عون خطابه، تاركا الباب مفتوحا لإحياء التسوية أو لاستيلاد غيرها، أطلق البطريرك الراعي والمطران عودة النار كثيفة على حارمي اللبنانيين حقهم بتأليف حكومة ترعى شؤونهم.

وسط هذا الانسداد الكل يسأل: إلى أين من هنا؟، فيجيب المعنيون بأن التشاؤم ممنوع ولكن الأمل مفقود، والحاجة باتت ملحة إلى هدنة فتهدئة، تمهيدا لإعادة بناء الثقة التي صارت مفقودة بين الحليفين، الرئيس عون و”حزب الله”، وهذا يتطلب وقتا وراعيا غير متوفرين.

ترجمة هذا أن البلاد مرشحة للإبحار إلى ما بعد بعد رأس السنة، من دون حكومة تدير ورأس يدبر. ولا يبقى أمامنا سوى الصلاة مع الرئيس: يا طفل المغارة إحمي لبنان من بعض عرافيه ومغيري أعرافه من أصحاب القلوب الفارغة من الإنسانية والوطنية.