الحياة السياسية شبه جامدة نتيجة عطلة شهر آب، والحركة الرئاسية شبه مشلولة نتيجة انتظار عودة المبعوث الفرنسي جان ايف لودريان الى لبنان. وبين شبه الجمود وشبه الشلل يمر الوقت المستقطع ويقترب منتصف ايلول، الذي ينتظر ان يشهد، بصورة مبدئية، الزيارة الثالثة للودريان الى لبنان. علما ان كل المؤشرات لا توحي ان الاستحقاق الرئاسي موضوع على نار حامية، او انه اقترب من نهايته. ففي الداخل اصطفاف حاد وتوازن قوى يمنع اي فريق من الفريقين من حسم الامور.
وفي الخارج الصورة ضبابية وغير واضحة، وخصوصا ان اتفاق بكين لم يأخذ طريقه الى التنفيذ كما كان مرسوما له، وهو يواجه عقبات وتحديات كثيرة. من هنا فان مرحلة المراوحة قد تطول، لأن اصحاب القرار في الداخل لا يتفقون، ولأن اصحاب القرار في الخارج غير مستعجلين وينتظرون ظروفا مناسبة اكثر لإنضاج الطبخة الرئاسية. فالى متى يدوم الانتظار الثقيل القاتل؟
على صعيد آخر، انشغل اللبنانيون بخبر مؤسف تمثل بسقوط مروحية تابعة للجيش اللبناني في غابة الشبانية، ما ادى الى اسشتهاد ضابطين.
ووفق المعلومات فان ثمة فرضيتين اساسيتين وراء سقوط المروحية. فاما هناك عطل تقني طرأ، واما ان الضباب الكثيف في المنطقة تسبب بسوء الرؤية فاصطدمت المروحية بالاشجار.
ماليا، مصرف لبنان اصدر بيانا نشر فيه خلاصة التدقيق بمخزون الذهب لديه، وقد تبين انه مطابق للكميات الواردة والمذكورة في بيانات وزارة المالية.
الخبر اراح اللبنانيين، ووضع حدا للشائعات الكثيرة التي انتشرت حول نقصان في كميات الذهب.
توازيا، تداعيات التدقيق الجنائي مستمرة. فبعد صدور التقرير كثرت الاسئلة عن التدابير القضائية التي ستتخذ، انطلاقا مما تضنمنه التقرير من فضائح. فهل ستتحرك السلطات القضائية المعنية فعلا لا قولا, وجوهرا لا شكلا، ام يبقى تقرير الفاريز اند مارسال مجرد حبر على ورق؟.