لا مس بالاحتياطي. لا قروض للحكومة لا بالليرة ولا بالدولار، ولا نية لطبع كميات اضافية من الليرة لتغطية نفقات الدولة. لاءات ثلاثة رفعها حاكم مصرف لبنان بالانابة وسيم منصوري، مؤكدا التزام سياسة مالية ونقدية جديدة تخالف السياسة السابقة. منصوري لم يكتف برفع اللاءات في وجه الطبقة السياسية الحاكمة، بل حذر من التأخير في اقرار القوانين الاصلاحية، معتبرا انه مع كل يوم نخسره, تضعف فرص الحل كما يقل امكان حصول المودعين على وديعتهم. فهل تستجيب السلطة السياسية لمطلب منصوري، وهو مطلب معظم اللبنانيين؟ ام تواصل سياسة الاهمال واللامبالاة ما يعمق ازمات المواطنين اجتماعيا واقتصاديا وماليا؟
على الصعيد الديبلوماسي، لفت اجتماع عقده وزير الخارجية عبد الله بو حبيب مع مندوبة اميركا الى الامم المتحدة التي طلبت من بو حبيب معالجة انشطة جمعية “اخضر بلا حدود” المدرجة على لائحة العقوبات لتقديمها الدعم والغطاء لعمليات حزب الله على طول الخط الازرق في الجنوب. فهل الحكومة اللبنانية قادرة حقا على معالجة انشطة حزب الله؟
امنيا، التحقيقات مستمرة في حادثة الكحالة، في وقت يواصل تلفزيون “المنار” تلفيق الاخبار .
فالتلفزيون الناطق باسم حزب الله أعد امس تقريرا تلفزيونيا ورد فيه ان هناك جريحا نقل اثناء حصول حادثة الكحالة بسرية تامة الى مستشفى ديو. لكن الاجهزة الامنية التي حققت بالحادثة تؤكد ان لا احد وصل من الكحالة الى اوتيل ديو ليلة الحادثة. كذلك اوردت “المنار” ان كاميرات المراقبة في اوتيل ديو اطفئت حين وصول الجريح حتى لا تعرف التفاصيل عنه.
لكن تبين للقوى الامنية التي حققت في الموضوع ان الفيديوهات موجودة ، وقد سلمتها ادارة المستفى الى الاجهزة الامنية المعنية. فهل معقول ان يصل اختلاق الاخبار الى هذا الحد؟ وهل مسموح ان يتحول بعض الاعلام الى وسيلة لتضليل الرأي العام ولضرب الحقيقة؟
وانطلاقا من هنا: هل نحن من يهدد السلم الاهلي، ام من يواصل زرع الشكوك ليل نهار، ويبتكر سيناريوهات متخيلة ، وذلك لايهام اللبنانيين عموما وجمهوره خصوصا انه يتعرض لمؤامرة ؟ فمتى تتوقف هذه المهزلة ؟ حمى الله لبنان من الكذبة والمضللين!