اغنية “معقولي تشتي بآب” صدقت كلماتها. فآب اللهاب مارس كل مفاجآته هذه السنة. فهو كان لهابا حقا، وانتهى اليوم بأمطار غزيرة، تحولت الى سيول على بعض الطرقات وفي بعض الشوارع.
هذا في لبنان. اما في باريس فان فرنسا تخلت على ما يبدو عن سياسة مغازلة ايران وقررت ان تسمي الامور بأسمائها، ولو بلغة رئاسية ديبلوماسية. وهو على الاقل ما يستدل من الكلمة التي القاها الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون امام مؤتمر سفراء فرنسا. إذ شكر موفده جان ايف لودريان على ما يقوم به في لبنان، واعتبر ان من العناصر الاساسية للحل السياسي اللبناني توضيح التدخلات الاقليمية في لبنان، ومن ضمنها تدخل ايران. الموقف معبر، وخصوصا ان ماكرون سمى ايران بالاسم ولم يسم سواها.
لكن السؤال يبقى: هل سيترجم الرئيس الفرنسي موقفه الواضح بتحرك واضح ايضا؟ ومتى؟ وكيف؟ بمعنى آخر: هل إن موفده لودريان الذي سيزور لبنان في ايلول المقبل، سيحمل رؤية جديدة الى الواقع اللبناني تتناسب مع ما ذكره؟ الجواب لم يعد بعيدا، علما ان المعلومات تشير الى ان الموقف الفرنسي بات اقرب الى موقف مجموعة الدول الخمس، بعدما اكتشفت باريس ان ايران وحلفاءها في لبنان لا يريدون رئيسا الا وفق المواصفات التي وضعوها، وهي مواصفات لم تعد تلائم لا الواقع القائم محليا واقليميا، ولا مصلحة لبنان
الموقف الفرنسي في باريس يواكبه ، موقف اممي في نيويورك.
فوزير الخارجية عبد الله بو حبيب لا يزال يحاول تعديل مسودة مشروع القرار المطروحة للتمديد لليونيفيل، لكن ليس من السهل ان تحقق محاولات بو حبيب اي نجاح. فمجلس الأمن مصر على تعديل صلاحيات اليونيفيل كما اقرت في آب 2022، بعدما تبين له انه من الضروري توسيع صلاحيات القوات الدولية وتعزيزها وتوسيعها حتى تتمكن من تطبيق القرار 1701 فعلا لا قولا، ما يساهم في تعزيز الاستقرار في الجنوب.
طبعا، الموقف يثير انزعاج حزب الله، الذي سيعبر امينه العام في كلمته الليلة عن رفضه التعيدلات الطارئة على القرار.
فالى اين يمكن ان تؤدي المعركة الديبلوماسية المفتوحة؟ وكيف سيتصرف حزب الله اذا اصر مجلس الامن على التعديلات المقترحة؟
قضائيا، غدا موعد مثول رياض سلامة امام الهيئة الاتهامية في بيروت. والمعلومات تشير الى انه سيحضر شخصيا، ما يدحض كل الاشاعات التي ذكرت انه غادر لبنان. ولا شك في ان حضور سلامة شخصيا يعتبر تطورا كبيرا، ويفتح الملف على احتمالات عدة، وعلى مفاجآت كثيرة.