مع أن شهر أيلول بدأ، لكن لا مؤشرات توحي أن أمرا ما قد تغير. فالمراوحة سيدة الساحة رئاسيا، رغم المبادرة غير المنتظرة التي أطلقها الرئيس نبيه بري في ذكرى تغييب الإمام موسى الصدر ورفيقيه. المبادرة، التي أثارت ردود فعل ومواقف متناقضة عند مختلف القوى السياسية، هناك اختلاف عميق في قراءة أبعادها ومراميها. ففيما قرأها بعضهم على أنها رد إيراني غير مباشر على الكلام الفرنسي، الذي استهدف دور ايران في لبنان والمنطقة ، وذلك انطلاقا من أن جان ايف لودريان هو المبادر إلى طرح الحوار، فإن البعض الآخر اعتبرها بمثابة تهرب من تحمل مسؤولية تعطيل عمل مجلس النواب، وخصوصا في ظل كلام عن توجه أميركي- اوروبي مشترك لفرض عقوبات على مسببي التعطيل في حال استمراره. مهما يكن، المبادرة أصبحت مطروحة، وستكون في صلب كلمة رئيس حزب القوات اللبنانية غدا، الذي سيرفضها قطعا، مطالبا رئيس مجلس النواب بالعودة إلى تطبيق أحكام الدستور، عبر إجراء دورات مفتوحة متتالية للبرلمان حتى انتخاب رئيس للجمهورية. علما بأن كلمة سمير جعجع ستكون بمجملها عالية النبرة، وسيحمل فيها حزب الله وقوى الممانعة مسؤولية تردي الوضع في لبنان على كل الصعد والمستويات. فهل تطلق كلمة جعجع غدا رصاصة الرحمة على مبادرة بري، أم أن التصعيد الكلامي لمعراب لن يسقط نهائيا حراك عين التينة؟
معلومات الmtv تشير الى ان قوى المعارضة ستقدم بعد اسقاط مبادرة بري طرحا بديلا يحقق الحوار المنشود، لكن من منطلق احترام الدستور. يرتكز الطرح على دعوة بري الى عقد جلسات مفتوحة متتالية لانتخاب رئيس، على ان تنعقد بين جلسة الانتخاب والاخرى حلقات حوار داخل مجلس النواب لايجاد حل للازمة الرئاسية. فهل يتلقف بري ايجابا طرح المعارضة، ام سيصر على طرحه ما يبقي انتخاب الرئيس في دائرة الانسداد؟ في هذا الوقت، لفت استقبال الامين العام لحزب الله الامين العام لحركة الجهاد الاسلامي في فلسطين ونائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس. اللقاء يأتي بعد اقل من اربع وعشرين ساعة تقريبا على اللقاء الذي جمع حسن نصر الله مع وزير خارجية ايران. فهل ثمة كلمة سر ايرانية لتعزيز ربط ساحات الممانعة من فلسطين الى ايران ، ردا على التطورات في سوريا وعلى الحدود العراقية- الايرانية؟ في الاثناء قضية النازحين تتفاقم وتشتد فيما المعالجات مفقودة. فمن سوريا يصل الى لبنان يوميا من خمسمئة الى الف نازح، اضافة الى عمليات تهريب البضائع. توازيا فان الجبهة السيادية قدمت اخبارا امام النيابة العامة التمييزية في شأن معلومات عن شبكة تهريب اسلحة عبر مطار رفيق الحريري الدولي. انها صورة غير زاهية عن بلد يتأرجح بين السيادة المفقودة والافاق المسدودة والحدود المفتوحة!