من يصل قبل الآخر إلى لبنان: المبعوث الفرنسي جان ايف لودريان أم الوفد القطري المهتم بملف رئاسة الجمهورية؟ الأرجح أن لودريان سيصل قبل الوفد القطري، الذي تغلب عليه الصفة الأمنية . لكن الأسبقية الفرنسية في المجيء لا تعني البتة أنه ستكون للأم الحنون الكلمة الأبرز في الرئاسة الاولى. فالمبادرة الفرنسية تبدو وكأنها تراوح مكانها، بل خسرت الكثير من مقومات نجاحها بعد الفاولات التي ارتكبتها الديبلوماسية الفرنسية، وانحيازِها الى مرشح دون سواه. وهو موقف لا تتوافق عليه مجموعة الدول الخمس المهتمة بالشأن الرئاسي. كما أن المسعى الفرنسي لعقد حوار بين الأطراف اللبنانيين لا يبدو انه سيتحقق او سيأخذ طريقه إلى التنفيذ. في المقابل، القطريون يملكون أوراقا كثيرة يلعبونها في الشأن الرئاسي، بدءا بمونتهم على أطراف سياسية كثيرة، وصولا إلى إمكان نسج تفاهم مع ايران على الشخص المناسب للوصول إلى بعبدا. فهل تنجح قطر في أواخر أيلول حيث فشلت فرنسا طوال تسعةِ أشهر تقريبا؟
سياسيا ايضا، لفت الاتصال الهاتفي الذي اجراه رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع بالبطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي. اهمية الاتصال انه حصل بعد التناقض الذي برز في موقفي الكنيسة المارونية والقوات من الحوار الذي دعا اليه الرئيس بري. علما ان حوار بري بدأ يلقى انتقادات واسعة في الاوساط القانونية لانه غير دستوري اساسا، ولأن الرئيس بري تعمد فيه استعمال مصطلح الجلسات المتتالية لانتخاب رئيس الجمهورية، في حين ان الدستور ينص على جلسة واحدة مفتوحة لانتخاب رئيس لا جلسات متتالية. ماليا، الحكومة ستبدأ بدراسة موازنة 2024 يوم الخميس المقبل، فيما يواصل حاكم مصرف لبنان المركزي بالانابة وسيم منصوري زيارته الى المملكة العربية السعودية. وسيلتقي الليلة الجالية اللبنانية ويعرض معها للاوضاع المالية والاقتصادية في لبنان. والواضح ان منصوري يسجل نقاطا ايجابية بموقفه المبدئي المتمثل برفض دفع اي مبلغ للحكومة من اموال المودعين، واصراره على الحفاظ على ما تبقى من اموال الاحتياطي رغم كل الضغوط التي تمارس عليه.