جلستان لمجلس الوزراء في يوم واحد. الاولى قبل الظهر، والثانية بعده. عنوان الجلسة الاولى واضح لا لبس فيه: وداعا صيرفة، اهلا ببلومبرغ. انه الانجاز الاساسي لمجلس الوزراء الذي انعقد قبل الظهر في السراي الحكومي. القرار مهم، ويأتي في سياق السياسة المغايرة التي يتبعها المصرف المركزي في عهده الجديد.
اهمية القرار تنبع من امرين: الاول، انه يحد من الاعتماد على سوق الكاش ويعزز رقابة المصرف المركزي على العملة الخضراء ما يساهم في ضبط تبييض الاموال. الامر الثاني انه يحد من حرية حركة المضاربين ومن تلاعبهم بسعر صرف الليرة كما يحد من تهرب كبار التجار من الضرائب.
اما جلسة بعد الظهر فخصصها مجلس الوزراء لبدء البحث في موازنة 2024. وهي موازنة تثير الكثير من اللغط والاسئلة والجدال، باعتبار انها تحمل المواطنين اعباء اضافية كثيرة يبدون عاجزين عن تحملها. فهل تعدل الحكومة في الارقام والضرائب والاعباء المفروضة على المكلفين، ام ان ما كتب قد كتب؟
رئاسيا: امر ما يحصل، والهدوء القاتل الذي ساد طوال الشهرين الفائتين حل مكانه حراك هادف. فالمبعوث الفرنسي جان ايف لودريان يصل اما ليل الاحد او صباح الاثنين الى بيروت، وسيباشر سلسلة اتصالات مع القوى السياسية والنيابية الاساسية. وسيلحق بالموفد الفرنسي وفد قطري يتوقع ان يحدد موقفا واضحا من الاستحقاق الرئاسي، وهو موقف يرجح ان يكون لمصلحة قائد الجيش العماد جوزف عون .
الحراك القطري يتلاقى مع ما تردد عن فتح قنوات اتصال بين الولايات المتحدة الاميركية وايران حول الشأن الرئاسي، وان هذه القنوات ارست حدا ادنى من التفاهم، ما انعكس على اداء حزب الله و مواقفه من الاستحقاق الرئاسي، ولا سيما على صعيد اللقاء الذي جمع قائد الجيش برئيس كتلة الوفاء للمقاومة محمد رعد .
وفي المعلومات ان اللقاء كان جيدا وايجابيا، وتطرق الى ملفات سياسية اساسية. فكيف سيتعاطى النائب جبران باسيل مع هذا التطور في كلمته الليلة التي يلقيها في البترون؟ وهل يستكمل المسار الرئاسي الايجابي في المرحلة المقبلة، فيكون للبنان رئيس قبل بدء السنة الثانية للشغور في الاول من تشرين الثاني؟