منذ اثنين وعشرين عاما تماما كانت مصالحة الجبل. ففي صيف عام 2001 قام البطريرك الراحل مار نصر الله بطرس صفير بزيارة تاريخية الى منطقة الشوف، كرست المصالحة المسيحية – الدرزية وأرست اسسها.
اليوم، وبعد عقدين وسنتين، ها هو خليفة البطريرك صفير على كرسي انطاكيا البطريرك مار بشارة بطرس الراعي يقوم بجولة في الجبل، هدفها تثبيت المصالحة وتجديد الرغبة في عيش مشترك بعيدا من الاحقاد ومن لغة الحروب. في الزيارتين محطة بارزة :قصر المختارة ولقاء بالنائب السابق وليد جنبلاط.
واللافت ان الاخير استغل الزيارة ووجود البطريرك الماروني في القصر التاريخي ليوجه رسائل الى الخارج قبل الداخل، اذ سأل باسلوبه المعهود: ” هل يمكن ترسيم حقل بعبدا يا سيد هوكستين؟ وهل يمكن تسهيل انتخاب رئيس يا سيد عبد اللهيان؟”
طبعا الاجابة عن السؤالين لن يتولاها لا هوكستين ولا عبد اللهيان، وان كانت المعلومات المتوافرة تؤكد ان القنوات الاميركية – الايرانية والقنوات السعودية – الايرانية مفتوحة، وأنها يمكن ان تنتج رئيسا من الان الى ما قبل نهاية السنة الجارية. ومع ارتفاع الحماوة الرئاسية، فان الوسط السياسي ينتظر وصول الموفد الرئاسي الفرنسي مطلع الاسبوع المقبل.
وحتى الان فان خريطة الطريق التي سيلتزمها جان ايف لودريان لا تزال غير واضحة. فهل سيواصل مسعاه لاجراء حوار بين الاطراف اللبنانيين، ام انه سيغير خطته المعروفة وينتقل الى تنفيذ خطة اخرى؟
الاجابة النهائية رهن الايام المقبلة، علما ان الحراك الفرنسي لن يكون وحيدا، بل سيتبعه حراك قطري يصب بشكل أو بآخر في خانة دعم وصول العماد جوزف عون الى قصر بعبدا.
لكن قطر ليست وحيدة في التوجه المذكور، بل تشاركها فيه معظم دول مجموعة الدول الخمس. فهل تسير فرنسا في الركب الخماسي، ام ستبقى تغرد خارج السرب؟
في الاثناء، الحماوة العسكرية عادت الى مخيم عين الحلوة، اذ اندلعت جولة عنف جديدة على خلفية عدم تسليم الضالعين في اغتيال القيادي في حركة فتح العميد ابو اشرف العرموشي. ولم يقتصر العنف على المخيم بل امتد الى صيدا، اذ طاول الرصاص بعض احيائها. فهل مسموح ان يبقى السلاح الفلسطيني متفلتا، وان يبقى اللبنانيون تحت رحمته؟