كوارث الطبيعة تتنقل من بلد الى آخر. فبعد أشهر على الزلزال العنيف الذي ضرب تركيا وسوريا، غضب الطبيعة يتفجر مجددا في المملكة المغربية. وحسب الخبراء، فان الزلزال العنيف الذي ضرب المغرب هو الاقوى منذ قرن تقريبا، اذ بلغ 7 درجات على مقياس ريختر، ما ادى الى وفاة الف قتيل على الاقل، اضافة الى عشرات الاف الجرحى والمشردين الذين اصبحوا بلا بيت ومأوى. والاسوأ ان الزلزال المدمر ضرب مناطق جبلية يصعب الوصول اليها، ما سيزيد من صعوبة عمليات الاغاثة. على صعيد اللبنانيين الموجودين في المغرب، يبدو انهم جميعهم بخير. وهو ما اكده سفير لبنان في الرباط زياد عطالله. واذا كان المغرب يعاني غضب الطبيعة، فان مخيم عين الحلوة ومحيطه ما زالا يعانيان من الاشتباكات العنيفة. فصباحا تجددت الاشتباكات داخل المخيم بعد هجوم مباغت لعناصر جماعتي جند الشام والشباب المسلم، وسرعان ما تطورت وامتدت وعنفت حتى بلغ القنص والقصف مدينة صيدا. باختصار، انها الدوامة نفسها تستعاد. فالفصائل الفلسطينية تصفي حسباتها مع بعضها بعضا على حساب الامن اللبناني وعلى حساب ارواح اللبنانيين. فهل مسموح ان يبقى لبنان مسرحا لتصفية حسابات الفلسطينيين وساحة قتال للانظمة والدول المختلفة؟
سياسيا، حراك اقليمي ودولي بارز لاخراج الاستحقاق الرئاسي من عنق الزجاجة. ففي نيودلهي اجتماع على هامش قمة مجموعة العشرين بين الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون وولي العهد السعودي محمد بن سلمان. وفي باريس سينعقد اجتماع سعودي- فرنسي في الاليزيه، يشارك فيه عن الجانب السعودي نزار العلولا ووليد البخاري وعن الجانب الفرنسي باتريك دوريل وجان ايف لودريان. الهدف من الاجتماع وضع خريطة طريق جديدة للحراك الفرنسي، وذلك قبل وصول المبعوث الرئاسي الفرنسي لودريان الى بيروت مطلع الاسبوع المقبل. توازيا، قطر تستعد للدخول بقوة على خط الاتصالات الرئاسية. اما نيويورك فقد تشهد على هامش الجمعية العامة للامم المتحدة اجتماعا على مستوى مجموعة الدول الخمس، الهدف منه الدفع في اتجاه انتخاب رئيس للجمهورية، علما ان مرشح المجموعة معروف ومحدد. فهل يصل كل هذا الحراك الاقليمي والدولي الى نهاياته؟ وهل نشهد رئيسا للجمهورية قبل نهاية السنة؟ حتى الان لا جواب قاطعا عن السؤالين. لكن الواضح ان الحراك الحالي هو آخر ما يمكن التعويل عليه لكسر الشغور الرئاسي، والا فاننا سنكون امام فراغ طويل. في الاثناء، التمديد لمفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان شق طريقه الى التنفيذ بعد موافقة المجلس الاسلامي الشرعي الاعلى عليه بالاجماع. ووفق المعلومات فان التمديد للمفتي حصل في ظل دعم عربي وخليجي. علما انها ليست المرة الاولى التي يمدد فيها لمفتي الجمهورية، اذ سبق وحصل الامر عينه مع المفتي الشهيد حسن خالد ومع المفتي رشيد قباني. لكن الظرف اليوم مختلف في ظل الوضع الدقيق الذي تمر به الطائفة السنية، لا سيما على الصعيد السياسي.