هموم العالم في مكان، وهمومنا اللبنانية في مكان آخر. العالم يتقدم، يتطور، يتحرك بشكل دائم، فيما لبنان جامد، ثابت لا يتحرك، حتى لا نقول إنه يرجع إلى الوراء. المشاريع الإقتصادية والإتفاقيات تتبلور يوما لتربط العالم ببعضه بعضا، فيما لبنان واقف يتفرج كأنه خارج لعبة الأمم. في قمة نيودلهي الأخيرة اقر مشروع الممر الإقتصادي الحيوي الذي يربط أوروبا بالهند عبر منطقة الشرق الأوسط.
وبدلا من أن يكون لبنان هو الممر الطبيعي، وبدلا من ان يتم اعتماد مرفأ بيروت، تم استبعاد لبنان ومرفأ بيروت، ليحل مكانه مرفأ حيفا في إسرائيل. هكذا نفقد يوما بعد يوم دورنا، فيما نحن منشغلون بقضايا لا تقدم ولا تؤخر، وبتفاصيل مضحكة مبكية في آن. إذ هل معقول أن يكون أقصى طموحنا أن ننتخب رئيسا للجمهورية أي أن تسير مؤسساتنا وفق مقتضيات الدستور، في حين نخرج من الزمن شيئا فشيئا لنصبح جزءا من التاريخ لا أكثر ولا أقل؟
رئاسيا، زيارة لودريان بدأت، لكن من دون توقعات كبيرة منها. المبعوث الرئاسي الفرنسي أمل من السراي الحكومي ان تكون المبادرة التي اعلن عنها الرئيس نبيه بري بداية الحل. فهل جاء لودريان يسوق لمبادرته الحوارية ام لمبادرة بري؟ والا يدل ما قاله على ان مبادرته انتهت، وانه صار مهتما بدعم مبادرة رئيس مجلس النواب؟
توازيا ، علم ان النواب فؤاد مخزومي ووائل ابو فاعور وملحم رياشي اجتمعوا في العاصمة الفرنسية بالمستشار في الديوان الملكي نزار العلولا، وذلك للبحث في الملف الرئاسي اللبناني، وان اللقاء كان ايجابيا. لقاء باريس تزامن مع تزايد الحراك القطري في بيروت الهادف الى تعزيز الحظوظ الرئاسية لقائد الجيش العماد جوزف عون.
في هذا الوقت خبر لافت من الولايات المتحدة الاميركية، حيث ادرجت وزارة الخزانة الاميركية عناصر حزب الله ومموليه الماليين في اميركا الجنوبية ولبنان على قائمة العقوبات. كلها تطورات تثبت ان الملف الرئاسي يتحرك بقوة ، فهل في الحركة بركة هذه المرة؟.