لودريان غادر لبنان، لكنه سيعود. اي ان كل ما قيل عن ان زيارته الثالثة هي الاخيرة لن تصح على الارجح.
ففي المعلومات ان المبعوث الرئاسي الفرنسي ينوي العودة الى بيروت قبل نهاية الشهر الجاري او في مطلع الشهر المقبل على ابعد تقدير، وذلك لعقد جلسة نقاش، لا جلسة حوار، في قصر الصنوبر، مخصصة للبحث في الاجوبة التي تلقاها من الاطراف السياسيين. والواضح ان النقاش الذي طرحه لودريان هو بديل الحوار الذي اراد هو والرئيس نبيه بري عقده لكنه اصطدم بالجدار المسدود.
وحتى الان لم يعرف ما اذا كانت قوى المعارضة سترضى بالنقاش، ام ان موقفها منه سيكون كموقفها من جلسات الحوار. هذا في بيروت. اما في نيويورك فان اروقة الامم المتحدة ستشهد الثلثاء المقبل اجتماعا لممثلي الدول الخمس، تردد ان لودريان سيشارك فيه ليطرح النتائج التي توصل اليها في زيارته الاخيرة للبنان.
ويرجح بعد الاجتماع ان تبدأ مهمة قطرية يؤمل ان تحقق خرقا حقيقيا على الصعيد الرئاسي
ووفق المعلومات ايضا فان البورصة الرئاسية بعد زيارة لودريان استقرت على الآتي: استبعاد متبادل للمرشحين2 سليمان فرنجية وجهاد ازعور، وارتفاع في حظوظ العماد جوزاف عون، الذي اضحى المرشح الاساسي والاوفر حظا.
فقائد الجيش يتمتع بثقة المجتمعين العربي والدولي اللذين يعتبرانه رجل مؤسسات بامتياز، وبالتالي فانه يمكن التعويل عليه لاعادة بناء الدولة . لكن تبقى مشكلة العماد عون في بعض الاطراف السياسية المحلية. فهل يتم تذليل هذه العقبة من خلال الحراك القطري المنتظر؟
امنيا، الهدوء التام يسود في عين الحلوة، ووقف اطلاق النار لا تزال مفاعيله سارية بعد مرور اكثر من اربع وعشرين ساعة على بدء تطبيقه .
اما ماليا فان فريق صندوق النقد الدولي اختتم زيارته الى لبنان التي استمرت اربعة ايام، وقد اصدر رئيس الفريق بيانا حيا فيه القرارات الاخيرة لحاكم مصرف لبنان بالانابة وسيم منصوري معتبرا انها خطوات في الاتجاه الصحيح.
لكنه رأى من جهة ثانية انه لا بد من توحيد كل اسعار الصرف الرسمية وفقا لسعر السوق. فهل السلطات المالية والنقدية في هذا الوارد، ام ان الليرة ستبقى موزعة بين ثلاثة اسعار مختلفة، حتى اشعار آخر على الاقل؟